لا للظلم والف لا للظالمين !!!!

فلا تظن أيها الظلاّم القوي المستبد أن الله لا ينتقم منك لهؤلاء المساكين الذين يصبحون ساخطين عليك، ويبيتون يدعون عليك والله يعلم ما كان منك وما يكون منك وما الله بغافل عما تعملون فما الظن بمن يظلم إنسانا مثله فيأخذ حقوقه ويستولي على أمواله تعديا وظلما، أو يغصب أرضه أو يسرق ماله أو يختلس دراهمه بالرشوة وبالربا أو يطفف المكيال والميزان أو يؤخر أجر العامل أو يحرمه حقه أو يخصم من راتبه بغير حق أو يضربه ويشتمه ويسبه ويلعنه أو يهزأ منه، أو يحقر من شأنه كقوله: هذا هكذا أو هذا هكذا أو هذا كذا وكذا وغير ذلك وكأنك أيها الظالم نزلت من كوكب آخر وخلقت من غير أب وأم، أم ماذا؟ لماذا هذا التمايز والتفاخر لماذا نرى أننا أصحاب مكانة غير الآخرين هل بيننا وبين الله نسب لماذا نسخر من إخواننا لماذا ظلم اولادنا ولماذا لم يتم محاسبة الفاسدين من سرقوااموال الشعب ومنهم من باع الارض ومنهم من باع الفوسفات ومنهم من باع الوطن المواطن ومنهم من باع العبدلي ومنهم من باع ميناء العقبة ومنهم من باع الاسمنت ومنهم من باع المياه ومنهم من باع الدنيا والاخرة لماذا لم يفتح ملفات الفساد للكردي وباسم عوالله واين فلان واين فلانة والى والى والى والى والى والجميع يعرف ويعلم بكل ما يحصول هنا وهناك في الغرف السوداءالمغلقة يافلان واين الملاين يا حرامية واين واين الكازنوه واين الشركات الوهمية اين حقوق الانسان اين مكافحة الفساد عن الفاسدين اين حرية التعيبر اين الديمطراطية الملعونة اين الاعلام الصادق لماذا التعذيب والترهيب والسجن للبشر والحجر اين العدلة والعدل واين الانسانية اين النزاهة والشفافية لماذا الديكور الكذاب على الناس ايها الظالمين نعم للفقير والمسكين لا للفساد والفاسدين اصحاب النفوس المريضة والرخيصةالنار تحرق اولادهم وجهنم وتدمر بيوتهم

أيها الإخوة: ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ، نعم إن الله يؤخر الظلمة ليوم تشخص فيه الأبصار فليس هو غافلا عنهم بل يحصي ذلك عليهم ويعده عدا ليوم لا ينفع والد ولده ولا ولد أباه ولا ينفع نسب ولا حسب ولا جاه ولا منصب إنما ينفع فيه ما عمله الإنسان من خير يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه فهؤلاء الظلمة يؤخرهم ليوم لا ريب فيه يوم عصيب تشخص فيه الأبصار من الهلع والفزع، فتظل مفتوحة مبهوتة مذهولة، لا تطرف ولا تتحرك لما ترى من الرعب، والقلوب كذلك فزعة خاوية نادمة، هذا هو اليوم الذي يؤخر إليه الظالمون حيث يقفون هذا الموقف ويعانون هذا الرعب، ولهذا نبه النبي الناس إلى الإقلاع عن الظلم والتحلل من المظلومين في الدنيا فقال: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)) رواه البخاري.

وروى مسلم أيضا عنه قوله: ((أتدرون من المفلس))؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: ((إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)). وقال أيضا: ((لتؤدّن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء)) رواه مسلم.

وقال أيضا: ((من ظلم شبرا من أرض طوقه الله من سبع أراضين يوم القيامة)).

وعن جابر قال: لما رجعت مهاجرة الحبشة إلى رسول الله قال: ((ألا تخبروني بأعجب ما رأيتم في أرض الحبشة))؟ فقال فتية منهم: بلى يا رسول الله بينما نحن يوما جلوس إذ مرت عجوز من عجائزهم تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها فخرت المرأة على ركبتيها وانكسرت قلتها، فلما قامت التفتت إليه وقالت له: سوف تعلم يا غادر إذا وضع الله الكرسي وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون سوف تعلم ما أمري وأمرك عنده غدا قال : ((صدقت كيف يقدس الله قوما لا يؤخذ من شديدهم لضعيفهم)).

وكان شريح القاضي يقول: سيعلم الظالمون حق من انتقصوا، إن الظالم لينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب.

وفي الصحيحين: أن رسول الله قال: ((من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله عليه النار وحرّم عليه الجنة قيل: يا رسول الله وإن كان شيئا يسيرا؟ قال: وإن كان قضيبا من أراك)).

فيا راضيا باسم الظالم عليك بالتحلل من المظالم؟ فإن السجن جهنم والله سبحانه هو الحاكم .

فخف القصاص غدا إذا وفيت ما كسبت يداك اليوم بالقسطاس

في مـوقف مـا فيه إلا شاخص أو مهطـع أو مقنـع للراسِ

أعضاؤهم فيه الشهـود وسجنهم نار و حاكمهم شديد البـاس

إن تمطل اليوم الحقوق مع الغنى فغدا تؤديهـا مـع الإفلاس

اعلم أيها الظالم أن الله أعد لك نارا ذات سرادق يحيط بالظالمين فلا سبيل إلى الهرب ولا أمل في النجاة والإفلات، ولا مطمع في منفذ تهب منه نسمة أو يكون فيه استرواح وإن يستغيثوا يغاثوا بزيت مغلي أو بماء كالصديد الساخن يشوي الوجوه بالقرب منها فكيف بالحلوق والبطون التي تتجرعه ولا تكاد تسيغه، فماذا أعددت لذلك اليوم؟

ولذا فإني أحذر من على هذا المنبر كل ظالم أن يتحلل ممن ظلمه اليوم قبل يوم القيامة فإن في الحياة فسحة للتوبة والندم والرجوع إلى الله والعمل الصالح وفي الممات ضيق وحسرة على التفريط والإضاعة وندم على التسويف في التوبة في دار المهلة، فهل من تائب؟ وهل من نادم؟ أرجو أن يكون ذلك، ألا هل بلغت اللهم فاشهد. وحمى الله الوطن وقائد الوطن الشيخ جهاد الزغول