مصر ...عبس وتولّى

مصر
عبس وتولّى
مصر تلك العظيمة تُصدّر للعالم من عامل وطن حتى رئيس دولة وتحوي ما يقارب ثلث عالم يُقال انّه عربي وليس فيه من العروبة سوى انّه سمّيع جيّد اوليس هو من كان يستمع لجمال عبد الناصر بالساعات الطوال واوليس هو من كان ينتظر ام كلثوم في رأس كل شهر ليستمع لها بالساعات غير مدرك لما تقوله انما للصبر حدود اوليس شعب مصر هو شعب متولّي شعراوي وإسماعيل يس وتحيّة كاريوكا وغيرهم من المتناقضات الكثر اوليس هو الشعب الذي حلّل وحرّم لكل زعماؤه محمد علي والملك فاروق واحمد نجيب وجمال عبد الناصر وانور السادات وحسني مبارك ومحمد مرسي كل ما كانوا يفعلونه واخر دعواهم كانت دائما ان مصر هي ام الدنيا .
انّ ما حدث في مصر بالامس ليس انقلابا عسكريا مهما كانت نتائجه وانّما هي إثبات للعالم ان العرب هم هم لم تغيّرهم التكنولوجيا ولم يردعهم القرآن الكريم ولم تدفعهم اخلاق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ليعودوا الى جادة الصواب والعقل السديد وما حدث يُخاطب الغرب واسرائيل ويقول لهم لا تثريب عليكم بعد الآن فالعرب ما زالوا محنّطين منذ مئات السنين وهم في غيبوبتهم الى ان يشاء الله .
فالعرب ليسوا إخوانا ولن يكونوا وانّما هم خوّانين لبعضهم والعرب ليسوا مسلمين حقّا الان ولن يكونوا كذلك والله اعلم ما داموا بعيدين عن كتاب الهدى وانما هم مسالمون مستسلمون للظروف والمال والجنس واللهو والمسخرة نعم يذهب منهم الشهداء الى العلى الى صاحب الامر ولكن هؤلاء الشهداء باعوا انفسهم لله بينما معظم المتمطّطين على كراسي الحكم باعوا انفسهم للشياطين وهم كثر إلاّ من فتح عليه رب العزّة طاقة الهداية فآمن بها وكان من الناجين.
نحن نعيش في بوتقة من الزمان تضيق حول اعناقنا حتّى تكاد تخنقنا ولا حول لنا ولا حبل نجاة إلاّ ان نعود الى الله فهو خبر الناصرين فمن يريد الله لا يبحث عن مقاعد وثيرة وكراسي حكم انّما تك المقاعد يهبها الله لمن يشاء إمتحانا للمؤمن او إصلاحا ورأفة بحال المؤمنين وليس مكافأة ليتنعّم المؤمن في رغد العيش كما هو الحال مع من يجلسون على مقاعد الحكم وراثة ام بناء على شرعيّات وضعيّة او خرج من فتحات ضيّقة في اعلى صناديق مغلقة ولكنّه خرج منها بعقل فرعون يبحث عن هيلمانه .
وانتم يا من ةتدّعون انكم اخوانا ومسلمين لماذا تولّيتم عن من كانوا يدعونكم بالتريّث في استلام الحكم حتّى تتمرّسون في إدارة المجتمعات وتنميتها فإدارة الوطن واهله ليس كإدارة التنظيم والجماعة وافرادها ولكنّكم اعرضتم وركبتكم العزّة بالإثم بل وبدأ ممثلّكم بإعطاء المواعيد ويؤكّد على انه من حق الشعب ان يقيِّمه وإن لم يصلح ليُنحيّه عن الرئاسة وفي حينها كان يتخيّل انه يسير على خطى الفاروق رضي الله عنه واين نحن البشر الحاليّين من بساطة عمر وحنكته وحكمته الاداريّة ونصرته للمظلوم وعندما واجه الشعب الرئيس بالحقيقة استعصى عليه الامر وبدأ عقل المصالح الشخصيّة والحزبيّة يأخذ مكانه في حسابات خاطئة للربح والخسارة وهدم الاخوان ما بنوه في ثمانين عاما وكأنّك يا زيد ما غزيت .
كما انّ ما يحدث في مصر الان ليس هو تصحيح لثورة او دعوة لسيادة الديموقراطيّة وانما هو مناكفات وسعي لجني الارباح وفي الحقيقة هو دعوة للرجوع للخلف عشرات السنين فيما كان الاخوان سيرجعونها للخلف بسنين اقل وقد نصبح اقرب لعهد الاقطاع الغابر وما اعتقدنا انّه ربيع عربي مزهر قد يكون خريفا قاتما متساقط القيم والمبادئ والاخلاق الحميدة .
حماك الله ايها الشعب المصري العظيم وسدّد على طريق الهدى خطاك فلا الاحزاب ولا الاشخاص ولا العسكر سيقودونك لدرب النجاة فانت شاهدت بعينك ماذا يفعل الاخوان والازهر والبطريركيّة وحركات التمرّد واعلم انّها تمرّد فقط على الاخوان وليس تمرّد على دستور او خلل موجود ولن ينتهي التمرّد إلاّ بالخلاص من الاخوان وتابعي النظام السابق وبحيث يحكم مصر شخص له علاقات طيّبة مع الغرب واسرائيل بالسر او بالعلن يتمُّ تسويقه لكم بشخصيّة وطنيّة تواكب عصر التكنولوجيا والعولمة المُتطوّرة تسوّق بطريقة قريبة من الذهنيّة الدينيّة التي تملأ معظمكم طيبة وصدقا وبساطة لأنكم وبكلِّ بساطة شعب ارض الكنانة ستقودون جموع الاعراب إلى ما خُطّط لنا وانا أقرئك ايها الشعب العظيم السلام وكان الله في عونكم والله المُستعان.........