مصر الى أين بعد الثورات


ثورة مصر الاولى والتي نتجت عن مجموعة من الحراكات والمظاهرات التي اتخذت الطابع السياسي والاجتماعي في جميع انحاء مصر وقد شاركت فيها جميع الوان الطيف في مصر من اجل التخلص من الاوضاع السياسية والاقتصادية المتردية التي عاشها الشعب المصري في ظل حكم حسني مبارك والذي استمر 30 عاما وهي اطول فترة يحكم فيها زعيم في مصر, وخلال حكمه لمصر ازداد الفساد السياسي بشكل كبير, وذلك بسبب نفوذ النظام المؤسسي الذي ادى الى حماية مدة رئاسية اطول في تاريخ مصر, وقد ادى هذا الفساد الى سجن عدد كبير من الشخصيات السياسية والشباب الناشطين في مجال حقوق الانسان دون محاكمات, اضافتا الى الاوضاع الاقتصادية المتردية التي عاشتها البلاد انذاك شهدت تدهورا ملحوظا بسبب فشل سياسات المسؤليين في الاستفادة من ازدياد الايدي العاملة, مما ادى الى ارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب وخاصة حملة الشهادات الجامعية, وهذا ما دفع الشباب المصري للمشاركة في ثورة مصر الاولى والتي ادت الى سقوط الرئيس حسني مبارك , وكانت شعارات الثورة انذاك عيش, حرية, عدالة اجتماعية. وبعد سقوط حسني مبارك شهدت مصر ثاني انتخابات رئاسية تعددية في عام 2012 والتي اسفرت عن فوز الرئيس محمد مرسي جاء عن طريق الانتخابات ليحكم مصر بعد مدة طويلة من حكم مبارك. وخلال عام من فترة حكم محمد مرسي شهدت مصر عدد من الانجازات التي قام بها الرئيس مرسي وفقا للتقارير الصادرة عن رئاسة الجمهورية فان معدل النمو للناتج المحلي ارتفع في عهد مرسي من 1.8% الى 2.4% وارتفاع اجمالي الاستثمارات من 70.4 مليار جنيه الى 181.8 مليار, كما وازدادة نسبة اعداد السائحين القادمين الى مصر من 8.2 الى 9.2 وهذا ادى الى زيادة نسبة الناتج المحلي الى ما يقارب 7.1307 مليار جنيه. وفيما يخص الخدمات العامة والواتب شهدت تحسنا ملحوظا واستفادت اعداد كبيرة من العاملين في القطاعات بارتفاع الحد الادنى من الاجور الا ان الرئيس مرسي لم يسلم من الانتقادات والمظاهرات والتي احصيت خلال فترة حكمه باكثر من 5000 مظاهرة وحراك.
اما مصر الان تئن تحت زئير ملايين المصريين المناوئين الى حكم الاخوان للاعلان عن سقوطهم وجبارهم بالطرق السلمية على الرحيل وترك السلطة, وفعلا بدأ الالاف المتظاهرين بالتوافد الى جميع ميادين المدن المصرية للمطالبة مرسي بالتخلي عن السلطة, في حين ان هناك الالاف من الجانب المؤيد للاخوان وقد يؤدي هذا الى اعمال عنف لا يرغب احد يحب مصر والمصريين بسماعها, ها هي مصر العظيمة تئن تحت وطأت الفرقاء السياسيين وتصارعهم على السلطة متناسيين الدمار الذي سوف يحل في مصر بعد كل هذه الثورات, تذكروا ايها الفرقاء ماذا قالت اسرائيل عن الثورات العربية, منذ ان اندلعت الثورة المصرية في عام 2011 هيمنت الخشية على الغالبية العظمى من المسؤؤلين الاسرائيليين من ان تقود هذه الثورة الى اقامة نظام ديمقراطي في مصر, وقد بلغ العداء الاسرائيلي لقيام نظام ديمقراطي في مصر والخشية منه حتى جاء على لسان الصحفي الاسرائيلي عوفر شيلح والذي عالج هذه المسالة في مقال بعنوان "الديمقراطية ليست للعرب" , وفي تحليلاته لهذا الموقف اسرائيل تطالب بابقاء حكام دكتاتوريين للعرب ووقف عند توصيتين اولهما الخشية من ان توصل الديمقراطية الاسلام السياسي الى سدة الحكم, وثانيهما مصدر الاستعلاء الاسرائيلي على العرب ويجب على العرب ان يكونوا متخلفين. ليس غريبا على احد ان هناك دولا وجماعات ترقد خلف إختلاق ثورات في الدول العربية من اجل ان تحقق ذات الغرض لإفساح المجال أمام إسرائيل لتكون القوة الأوحد في المنطقة.... ولذا سمعنا موْخرا تصريح لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق "اشنكازي" أن الدول العربية جميعها لم يعد بها جيوش قادرة علي مواجهة إسرائيل، وأن إسرائيل تتمتع بالأمن الكامل في ظل تدهور كل الجيوش العربية. كما سمعنا تصريح مؤخرا من احد وزراء اسرائيل في احدى الجرائد وهو يقول دع العرب يقتلون بعضهم بعض حتى يتم القضاء عليهم دون تدخل خارجي. والأن لم يعد متبقي الا جيش مصر ومصر العظيمة الى جميع الفرقاء حافضوا على مصر.