أموال وملكيات العتبات المقدسة من أين والى أين ؟



تعتبر العتبات المقدسة إحدى مصادر الثروة العراقية باعتبارها من أهم مناطق السياحة الدينية ويكون الوارد لها على عدة أصناف منها الأموال النقدية وهي بمختلف العملات ومصدرها يكون الشباك ( شباك الضريح الطاهر ) ومصدر أخر هو التبرعات للعتبات المقدسة التي تأتي بشكل أساسي من التجار وأصحاب الاستثمارات ورؤوس الأموال الكبيرة من خارج العراق وداخله , والمصدر الأخر لواردات العتبات المقدسة هو الهدايا والنذور , والوقف الشيعي الذي يقوم بتخصيص الأموال للعتبات من ميزانيته الخاصة المقررة من الحكومة , بالإضافة إلى واردات المشاريع التابعة للعتبات المقدسة وهي أيضا على مستويات منها المشاريع الصحية مثل المستشفيات والمراكز الصحية والمشاريع الخدمية مثل مدن الزائرين وملحقاتها وأيضا الأراضي الزراعية والبساتين والتي تقدر بآلاف الدونمات والدواجن وحظائر المواشي ونضيف الشركات الإنتاجية مثل شركة الكفيل ومعامل الماء ( الآرو ) , وكذلك فتح المدارس الدينية والجامعات الأهلية الخاصة وباسم العتبات المقدسة , هذا بالإجمال أهم مصادر الأموال والعائدات للعتبتين الحسينية والعباسية الطاهرتين في كربلاء المقدسة والتي هي لو أحصيت بشكل دقيق لقدرت بمليارات الدولارات وتكفي بان تكون ميزانية العراق العامة تعتمد عليها والتي من المفروض توزع وبشكل عادل على أبناء الشعب العراقي فهم المستحق الوحيد والحقيقي لهذه الأموال , لكن إن الغريب بالأمر والعجيب إن هذه الأموال الهائلة لا تعرف إلى أين تذهب ؟ وردا على من يقول أنها تصرف على قضايا الترميم والصيانة , إن الترميم والصيانة هذا قائم على جانب واحد وهو التبرعات أو مخصصات الوقف الشيعي للعتبات المقدسة فقط , فأين ذهبت الواردات الأخرى وعلى ماذا تصرف ؟ أكيد يكون الجواب واضح للسائل إن هذه الأموال تذهب إلى خزائن والحسابات الشخصية للقائمين على العتبات المقدسة الذين لم يكتفوا حتى باختلاس أموال ومستحقات الشعب العراقي الواردة من قبل مقدساتهم بل استغلوا مناصبهم في إدارة العتبات المقدسة واخذوا يستحوذون على الأراضي التابعة لإدارة البلدية في بحجة إنشاء مرفق تابع لإحدى الحضرتين الطاهرتين ولكن هو في الحقيقة ليس تابعا للحضرة بل تابع لإحدى الشخصيات المسيطرة وأضف إلى ذلك تلاعبهم بخرائط البناء في المدينة من اجل الاستحواذ على مناطق تتناسب مع المشروع الذي يؤسس باسم الحضرة , هذا جانب بسيط من عمليات الاختلاس والسرقة التي تقوم بها العصابات التي تسيطر على العتبات المقدسة وخصوصا في مدينة كربلاء المقدسة فهم قد استغلوا مناصبهم في إدارة الحضرتين الشريفتين وجعلوها غطاءا شرعيا لعمليات السرقة , والذي يتتبع ما تقوم بهم إدارة الحضرتين ويمعن التدقيق في هذه العمليات يكون على دراية بان هذه الإدارات عبارة عن عصابات ومافيات متخصصة بجانب السرقة وغسيل الأموال وهم بذلك يستغلون الغطاء الديني والجانب الشرعي من اجل التمويه على ما يقومون به وأمام مرأى ومسمع الشعب الذي يغتصب حقه وتسرق أمواله وخيراته علنا , وهو باقي يرزخ تحت نقمة الفقر والعوز والحرمان بينما يتمتع السراق من أصحاب الكروش بأمواله ومستحقاته , نعم هكذا هم أصحاب الواجهات الدينية ممن جعلهم العراقيين أمناء على خيراتهم و إلى هذا المستوى والى هذا الحد وصل الأمر بمن وثق بهم العراقيين وجعلهم أمناء على قوته ومصدر رزقه وخيره هكذا أصبح حالهم وحال كل من لاذ بعباءتهم السوداء التي تشبه سواد قلوبهم ووجهوهم يكثرون بالسرقات من العتبات المقدسة التي هي بالأساس مخصصة للفقراء والمساكين والمحتاجين من أبناء العراق الجريح , فأي دين هذا وأي قادة ورموز انتم يا سراق بيت المال ... لله درك يا شعب العراق المغلوب على أمرك المسروق حقك المنهوب خيرك باسم الدين .....