اعتزل وانت بطل

اعتزل وانت بطل


لقد اندثرت قصص الابطال ومن هم ابطال وتم استبدال ذلك بالقصص المتنوعة والتي قد لا تحمل بالضرورة في ثناياها اي معاني وطنية عميقة وانا شخصيا ومعي سكان هذا الجيل لم نعاصر قصص اعتزال حقيقية تشير الى ابطال فجروا تلك القصص وقد تعود الاسباب في مجملها الى ان المنصب له معزة خاصة عند البشر وخصوصا العرب منهم فهم يتمسكون بالمنصب حتى الرمق الاخير ولو اودى ذلك بحياتهم وافنى شعوبهم والربيع العربي خير مثال على ذلك ولكننا نستطيع ان نصنف بعضا من الزعماء على انهم ابطال على الرغم من انهم لن يكونوا ابطال في يوم من الايام لان تاريخهم كان اسودا ولم يكن عروبيا او وطنيا ولكنهم اثروا على انفسهم لمواجهة مصيرهم السيء وما زرعته ايديهم من خلال تجنيب شعوبهم مجهول الويلات واريد هنا ان اختصر حديثي واتحدث عن الحالة الاردنية ولا اقصد هنا جلالة الملك لان هنالك اجماعا اردنيا وخصوصية اردنية تفرض على الشعب الالتزام بالمحافظة والابقاء على هذه الحالة سواء كان ذلك صادرا عن قناعات او لأي شيء اخر وسأتناول في حديثي صانعو القرار الاردني ومفاصل الدولة الاردنية والذين ما زالوا يصرون على الوقوف ضد توجهات هذا الشعب ومستمرون في السير قدما بهذا الشعب نحو نفق مظلم وخالي من الاكسجين لا لشيء الا لتحقيق بعض المكاسب الدنيوية لهم من مال وجاه وهيبة تؤمنها لهم الدولة غير مكترثين بمصير ومستقبل شعب واقارب لهم واعزاء وجيران ومرجحين تلك الانانية السلبية على مصلحة الوطن والشعب فهم يقرأون ويسمعون ويعلمون جيدا ما يرغب الشارع الذهاب اليه ولكنهم يقفون سدا منيعا امام ذلك التوجه فهم ما زالوا يلعبون بقوت المواطن ويتجهون بالشعب نحو ضنك العيش على الرغم من انهم يدركون ان الشعب يطلب اليهم الرحيل والاعتزال ولكنهم ما زالوا يصرون على البقاء وانني اتسائل هنا هل من عاقل ومحب لوطنه واهله وعشيرته وجيرانه يقبل هذا النموذج الدكتاتوري البغيض ويرضى لنفسه الجلوس خلف مكتب بالاكراه والقوة ؟؟؟ اعتقد انهم مخطؤون وعليهم ان يعيدوا النظر في هذا السلوك السيء ويحتكموا الى الوطنية والحاكمية الرشيدة والعقل الاردني الراجح علهم يحافظوا على ما بقي لديهم من تاريخ .
وهنالك بعض الحالات المقنعة والتي سيتحدث عنها الاردنيون في المستقبل حيث قام خلالها البعض بالتنازل واعتزال تلك المناصب وبغض النظر عن حقيقة تلك الاسباب فها هو الدكتور عون يستقيل من منصبه وها هو احد الامناء العامين والذي نكن له كل الاحترام والتقدير يستقيل من ضريبة الدخل وها هو يترأس هيئة الاوراق المالية ويبحر بها نحو بر الامان وهذا يقودنا الى سؤال مهم : لماذا لا يقوم البعض ممن يقفون عائقا امام نمو الاصلاحات ويرتجفون من محاربة الفساد لماذا لا يقدمون كل اولئك او بعضا منهم الى الاعتزال وينضموا الى قائمة الابطال ويتركوا المجال امام من هم قادرون على اجراء الاصلاحات ومحاربة الفساد ليس بقصد الثأر والتصفية وانما بقصد ديمومة وعزة هذا الشعب والوطن .
ان الشعب بمعظمه غير مقتنع بما يجري على الساحة الاردنية ويقف ضد هذه السياسات والممارسات والحكومات الفاشلة والتي لا تتوافق مع بوصلة الشعب والمواطن ويطلب من اولئك الاعتزال قبل ان يعزلوا سياسيا واجتماعيا واسريا والبديل عن ذلك الاعتزال هو ان يعودوا الى رشدهم ويحققوا رغبات الشعب والوطن والمتمثلة في محاربة الفساد والشروع فورا باجراء الاصلاحات الشاملة وتوفير الحياة الكريمة للمواطن الاردني من خلال تحقيق العدالة ورفع الظلم وتحسين مستوى المعيشة ولنردد معا اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ولا بد للقيد ان ينكسر ولا بد لليل ان ينجلي سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي الشعب ويلهم اولئك الساسة الاعتزال لما فيه مصلحة الوطن و المواطن انه نعم المولى ونعم النصير