يتساءل اولياء امور الطلبة المشاركين في امتحانات شهادة الدراسة الثانوية العامة في محافظة الكرك عن مصداقية نتائج امتحانات الثانوية العامة لهذا العام وذلك في ضوء ما وصفوه بحالة الانفلات التي عليها قاعات الامتحان والناتجة عن قيام الكثير من العابثين ومن مختلف الاعمار والذين يخترقون الحراسات الامنية حول القاعات بالمناداة عبر مكبرات الصوت بالقرب من قاعات الامتحان حيث يجيبون عن اسئلة الامتحان ما يؤدي الى ارباك الطلبة الممتحنين وخاصة المجتهدين منهم ، فيما يتحدث اولياء الامور كذلك عما يشاع بخصوص تسرب بعض اسئلة الامتحان ووصولها الى ايدي بعض الطلبة دون البعض الاخر.

ويوضح اولياء الامور ان ما يحدث يؤكد ضعف اجهزة وزارة التربية والتعليم في ادارة العملية الامتحانية في وقت لم يتم فيه توفير ما يكفي من الحراسة الامنية في المدارس التي تجري الامتحانات فيها ، متهمين رجال الامن الذين يكلفون بحراسة القاعات بالتساهل مع العابثين بأمن هذه القاعات وغض الطرف عنهم ما تسبب في تنامي الحالة حتى بلغت حدا لا يمكن قبوله ، خاصة كما يقول اولياء الامور والطلبة الممتحنون بوجود من اسموهم بالسماسرة في محيط قاعات الامتحان حيث يقوم اشخاص بالتحدث مع الطلبة بانهم سيؤمنونهم بإجابات اسئلة الامتحان لقاء مبلغ مالي يدفعه الطلبة الراغبون بالحصول على تلك الاجابات ووفق طريقة يتم التفاهم حولها ان حصل الاتفاق .

ويعتبر اولياء الامور ان الطلبة المجتهدين ممن يرغبون في الحصول على معدلات مرتفعة هم الاكثر تضررا من الحالة فحتى لوكان اولئك الطلبة واثقون من سلامة اجاباتهم فانهم قد يتشككون في مصداقيتها ليقوموا احيانا بتغييرها معتمدين الاجابة التي يسمعونها عبر مكبرات الصوت وكثير ما تكون هذه الاجابة بحسب اولياء الامور غير صحيحة ، وقد روى بعض اولياء الامور قصصا سمعوها من ابنائهم بهذا الخصوص ، فيما يعتبر اولياء الامور ايضا ان ما يتم تناقله عن تسرب الاسئلة قد يؤثر في نفسية الطلبة المجتهدين اكثر من سواهم ، فسواء قال اولياء الامور صدقت هذه الاشاعة او كذبت فان ذلك يزعج الطلبة اياهم ويقلقهم ، اذ يتساءلون كيف نجد نحن ونجتهد فيما من هم اقل مستوى تحصيليا منا يتساوون معنا في العلامة او ربما يتفوقون علينا في نهاية المطاف ، وهنا يقول الطالب عماد انه لامر محبط ومثبط للهمم .

وتشير اشاعات يرددها اولياء امور هنا في محافظة الكرك ان مصدر اوراق اسئلة الامتحان او اجاباتها تتسرب لمنطقة الكرك من خلال منطقة الاغوار ومن محافظة مأدبا ، او ان يكون المصدر احيانا من داخل قاعات الامتحان اذ يقوم مراقبون وفور توزيع اوراق الامتحان بتمرير نسخة منها الى خارج القاعات لتتم الاجابة عليها ومن ثم يتم اذاعتها من خلال مكبرات الصوت في محيط المدارس .

شاهد عيان نقل ان طالبا ممتحنا في احدى القاعات التابعة لمديرية التربية والتعليم للواء قصبة الكرك خرج مذهولا من القاعة بعد اداء الامتحان ليهاجم شخصا كان موجودا خارج القاعة متهما اياه بالتقصير وعدم ايصال الاجابة اليه مطالبا بمبلغ مالي كبير قال الطالب انه دفعه لذلك الشخص لقاء هذه الخدمة ، وتشير هذه الحادثة الى ان الطلبة من الاسر الميسورة هم الاكثر استهدافا من قبل سماسرة ايصال الاجابات الجاهزة او اوراق الاسئلة فيما الطلبة المعوزين وان كانوا اكثر اجتهادا فأشبه بالكرام على مآدب اللئام .

اكثر من ولي امر اكدوا انهم يحملون وزارة التربية والتعليم كامل المسؤولية بخصوص الوضعية التي ستكون عليها نتائج امتحان الثانوية العامة خاصة اذا ما خامرهم شك بالمعدلات التي يحصل عليها ابناؤهم المجتهدين وسواهم ممن هم اقل مستوى تحصيليا ، معتبرين ان الامتحانات الحالية اسوأ موسم امتحاني يمر على الطلبة حيث تنامت ظاهرة فوضى الامتحان وعدم سلامته بشكل لافت للنظر .