لعروبة العد العكسي للمشروع القومي

العروبة
العد العكسي للمشروع القومي
يبدوا ان الصهاينة والادارة الغربية لم يكتفوا بقسمة سايكس بيكو او ان ذلك التقسيم لدويلات العرب قد انتهى الغرض منه وباتوا هم بحاجة لتقسيم اكثر إيلاما يمسُّ بالإضافة للارض الروح العربية فكرا وثقافة وضميرا واخلاقا آخذين بعين الإعتبار ثلاثة امور اولها حماية اسرائيل وثانيها الثروات العربية وتشمل البترول والمياه والطاقة وثالثها التقليل من الاضرار التي تلحق بمسيحيّي الدول العربيّة .
من اجل ذلك بدأت المرحلة الاولى بعد القضاء على الدولة العثمانيّة الإسلاميّة واتفاق الدول العظمى وخاصّة بريطانيا وفرنسا .
وها هي نفس الاطراف الصهاينة والغرب بزعامة امريكيّة بدأوا المرحلة الثانية منذ اكثر من عشرين عاما ولكن الآن جعلوا القتل والتخريب يتم بايدي عربيّة وقد تعمّقت هذه المرحلة الان في ثلاث مظاهر هي اولا الحرب السوريّة السوريّة وثانيها الازمة المصريّة المصريّة وثالثها الاهمال المتعمّد للقضيّة الفلسطينيّة وبهلوانيّات كيري الامريكي بعد التدجين للفلسطينيّين والعرب تجاه إسرائيل يرافق ذلك على المستوى الإسلامي المحاولات الامريكية لشق الموقف التركي بما يُسمّى الربيع التركي وعلى الجانب الآخر اجراء محادثات سلام مع حركة طالبان .
وقد إستفاد الصهاينة والغرب من عدة حقائق يئنّ تحتها النظام العربي الشامل ومنها اولا كثرة المتعاملين مع الغرب والصهاينة مقابل اجر كجواسيس او تطوّعا مقابل مكاسب محلّية واقليميّة ودوليّة او متطوّعين بالمجّان بعلم او بغير علم .
وثانيا الوضع الاقتصادي المتردّي لغالبيّة الشعوب العربيّة بالرعم من الكثير من مظاهر الرفاه الكاذبة والمعتمدة على الديون المختلفة وهذا الوضع جعل الكثير من الحكومات العربيّة تئنُّ تحت شروط وقيود البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول الغربيّة والصناعيّة الكبرى المانحة والمُقرضة للحكومات .
وثالثها الوضع الاجتماعي السيئ المتمثِّل بتفشّي الفساد الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والظلم وعدم العدالة وغياب المساواة واضمحلال الطبقة الوسطى في المجتمعات العربيّة والتغيير في المناهج التعليميّة خاصّة ما يتعلّق بالقضايا الوطنيّة والدينيّة .
ورابعها هو تسلّق الاشخاص غير المؤهلين مراكز قياديّة في الحكومات العربيّة بحيث اصبحوا هم صانعوا القرار في بلدانهم وعالبا ما تكون تلك القرارات ليست في صالح شعوبهم بل احيانا ما تكون ضد مصالح ورغبة شعوبهم .
مما سبق نرى ان الشعوب العربيّة فقدت قوميّتها بل وحتّى شعورها القومي وكذلك فقدت بوصلتها الوطنيّة فاختلطت اولويّاتها بحيث اصبح همّها الاول هو الحصول على ما يسدُّ رمق افراد العائلة لتعبرّ فيهم الزمان الصعب وثاني اولويّاتها هو مواكبة هذا العصر من رياضة وبرامج تسلية مباشرة والكترونيّة وترفيهيّة كما تمارسها جميع الشعوب في الدول المرتاحة سياسيا واقتصادياواجنماعيا ومهما قام المخلصون من الحكّام العرب باتخاذ اجراءات وقرارات سريعة إلاّ ان الصهاينة والغرب لنا بالمرصاد ليجيّروا تلك الاجراءات والقرارات لصالح برامجهم التخريبيّة في اوطاننا.
وقد بدأ العد العكسي لقوميّة العرب فقد استطاع الصهاينة والغرب تفتيت التفكير بالوحدة العربية التي اصبحت ورائنا من التاريخ واصبحت مغناة الحلم العربي من اعمال المراقص وسهر الليالي .
ان ما يجري في مصر وسوريا يؤكّد اننا قطعنا شوطا كبيرا في مشوار العد العكسي للمشروع القومي العربي وبالعكس فقد قطعنا مسافة كبيرة في التفسُّخ الطائفي والرجعي والجاهلي بل واصبح مستقبل الشعب العربي في خطر كبير وقد نعود الى عصر الإقطاع ولكن بطريقة تكنولوجيّة حديثة بحيث ان يكون الفرد منّا خادما للصهيونيّة ومع ذلك يشعر بفخر لا حدود له والعياذ بالله .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وابعد عنه ما يُحاك له بالظلام .
احمد محمود سعيد
29 / 6 /2013