" لا " لأن يكون دولة الرئيس" أميرا" !!!
" لا " لأن يكون دولة الرئيس" أميرا" !!!
بقلم الدكتور ثابت المومني
كثرت الأصوات المنادية برحيل رئيس الحكومة الحالي دولة الرئيس سمير الرفاعي والذي كان أول رئيس حكومة يتسبب في "فقدان مؤسسة الحكومة لهيبتها " على هذا النحو الذي نراه اليوم ، حتى تجاوزت هتافات المحتجين - في بعض الأحيان - الكثير من الخطوط الحمراء كوصف دولة الرئيس "بالجبان".//
لقد أدى " السلوك الارتجالي الدينكيشوتي " لحكومة الرفاعي الأولى وتبعتها الثانية ، الى وضع أصبح يهدد أمن وأمان الوطن ، حيث نرى صحفنا الالكترونية وهي " تغصّ " في المقالات والتعليقات والآراء التي تهاجم دولة الرئيس، حتى وصل الأمر في البعض منها الى قدح دولة الرفاعي بكلمات لا اقبلها شخصيا ولا يقبلها أي عاقل، رغم أنني أعارض دولة الرئيس في غالبية "سياساته" التي جعلتنا في وضع لا نحسد عليه وعلى كافة الأصعدة.//
لقد سبق وأن "سطّرت" مقالات عدة في عهد حكوماتنا المتعاقبة ومنها حكومة الرفاعي الأولى ، كما حررت بعض المقالات أبان عهد حكومة الرفاعي الثانية، تراوحت عناوينها بين (دولة الرئيس ... لن تجني من الشوك العنب) (دولة الرئيس ... لقد أفقدتموا مؤسسة الحكومة هيبتها فارحلوا) (دولة الرئيس ... لقد أقفرت الأرض في عهدكم) (حكومة كثر شططها...فهل هي الى رحيل) إضافة لغيرها من المقالات ذات الصلة والتي بمجملها تنتقد سياسات الحكومة ورئيسها.//
وعلى الرغم من انتقادي الحادّ لدولة الرئيس وحكومته ، إلا أنني لا ولن اسمح لنفسي بقدح او شتم او تحقير لأي كائن كان "بصريح اسمه" ، حيث أن ذلك ليس من العمل الصحفي وليس من شيمنا العربية الأصيلة.//
ورغم كل ذلك... فإنني احمّل دولة الرئيس - سمير الرفاعي - مسئولية "كل" ما حدث ويحدث من تطورات دراماتيكية شهدتها وتشهدها الساحة الأردنية هذه الأيام.//
إنني إذا احمّل دولة الرئيس مسئولية ما يحدث فإنني أطالب بعزله ومحاكمته "شعبيا ووطنيا" وبشكل فوري ، كونه هو من افقد مؤسسة الحكومة هيبتها بفعل سياساته التي تتراوح بين "دينكيشوتية" التفكير والتصرف وديماغوجية السلوك والمبتغى ، الأمر الذي أدى الى كسر حاجز "الرهبة والخوف في مهاجمة دولة الرئيس" مما جعل المواطن يرفع سقف النقد وصولا للتجريح حتى وصف الرئيس بالجبان والمكروه وغير المحبوب مما جعل هيبتة في محل امتهان غير مسبوق.//
إن "فقدان مؤسسة الحكومة لهيبتها" لن يلتئم برحيل الرفاعي... فقد انتهكت عفة وكرامة وهيبة هذه المؤسسة حتى أصبحت حديث المواطن وشغله الشاغل ،وأنني لأعتقد بأنه ما من رئيس وزراء - قادم بعد اليوم – سيكون قادرا على السير على خطى ونهج إسلافه من رؤساء الحكومات السابقين حيث مصير بن علي "تونس الخضراء" لا زال في الأذهان.//
لقد عمل الرفاعي على تهديد الوطن بكيانه وكينونته عبر سياسات أججت قلاقل كادت أن تعصف في مستقبلنا لولا تدخل جلالة الملك بحنكته ودرايته واستدراكه لما يمكن أن يحدث. لقد كاد الوضع أن ينفجر لو بقي الأمر في "عُهدة" الرفاعي ، وما تدخل جلالة الملك الأخير إلا دلالة قاطعة تؤكد على أن "الحكومة قد فقدت هيبتها" وان دولة الرفاعي قد أصبح عاجزا عن القيام بمهام عمله "كوكيل مؤتمن" على رأس السلطة التنفيذية وبالتالي وجب عليه حزم حقائبه والرحيل فورا.//
ومما سبق..وفي قراءة للوضع الراهن إضافة لواقع حال "مؤسسة الحكومة" ، فإننا نجد أن "منصب ومكانة" دولة الرئيس قد فقدت هيبتها واحترامها،ومن هنا فان بعض الأصوات التي تطالب بان يكون على رأس الحكومة"أميرا" من العائلة الهاشمية هو أمر مرفوض قطعا ، حيث أن منصب رئيس الحكومة يعدّ مركزا عاما يناط بكل القوى الشعبية بحيث يسمح للمواطن حق مقارعة او مطالبة او انتقاد او حتى مهاجمة دولة الرئيس ، فما بالك عندما يكون دولة الرئيس أميرا؟!!.//
إن من يطالبون بان يكون رئيس الحكومة "أميرا" لا يدركون تبعات ذلك، خصوصا وأن العمل النيابي سيكون مقيّدا بين مجاملات "لسمو دولة الأمير " تارة ، وبين العمل والتعامل معه على استحياء تارة أخرى، وفي مثل هذا الوضع "غير العادي" فانه يخشى أن ننجرّ الى كارثة ستؤدي الى كسر حاجز هيبة واحترام ووقار" الأسرة الهاشمية" خصوصا اذا ما تجاوز نائب أو مواطن "مندفع" حدود الكياسة -لا سمح الله- في حال توجيه نقد او تساؤل لرئيس الحكومة المفترض " دولة سمو الأمير".//
إنني اعتقد بأنه يجب علينا أن نعمل على بقاء سيد البلاد وبقية أفراد الأسرة الهاشمية الكريمة بعيدا عن كل المناكفات والتجاذبات السياسية في هذه الوطن ، ومن هنا ومن هذا المنطلق، فإنني أشير الى معارضتي المطلقة " لفكرة" أن يتولى "أميرا " لأي منصب حكومي كان ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com