قطايف بطعم الحكومة


تعويم أسعار القطايف في رمضان المقدمة الأولى لتعويم أسعار الخبز بعده, وسيكون الأمر متروكا لأصحاب المخابز كما هو الحال بالنسبة للقطايف الآن. أمّا الحكومة التي خاطبت نقابة المخابز وحذّرتها من تحديد أسعار منتجاتها وتركها لآلية منافسة السوق فإنّها ستراقب التجربة وستعمل على إنجاحها لتمرير تعويم الخبز لاحقا، وطالما أنّها ستعوّض كما فعلت بالمحروقات. وبيقينها الذي أعلنه رئيس الوزراء أخيرا, فإنّ لا ردود فعل شعبية أو حزبية منظمة ستتم على قرارات رفع الدعم عن الكهرباء أو حتى خبز الفقراء, وبالظن الذي ليس إثما كلّه أنّ يقينها في مكانه، وبعلمها أنّه ليس هنا مجرد غفاري واحد وأبو ذر ليس من هذا الزمن.
بطبيعة الحال لن تعوّض الحكومة أحدا عن القطايف حتى وإن تضاعف سعرها عن المعتاد، وهنا ستلقّن الناس درسا عن أهمية القبول بالتعويض، وهو إذ سيكون مؤقتا، فإنّه لن يمر وقت كثير لإلغاء سياسات الدعم برمّتها وترك الأمر كله بين البائع والمشتري.
لا تمرّ مناسبة دولة واحدة يلتقي فيها أيّ مسؤول مع أيّة جهة عربية أو دولية هنا أو في بلادهم إلاّ ويكون الهدف الحصول على الدعم، وليس هناك مجرد واحدة لم نطلب منها مساعدات رغم وجود ما هو مقر منها أميركياً وخليجياً، وأوروبياً وآسيوياً وربما أفريقياً. وإن علم أنّ حال الدولة التي هي أقوى من المواطن سيكون مهددا بدونها حد الاختفاء، فما هو مصير الناس وأيّ نوع خطر يهددهم بدونه؟
قطايف الحكومة حلوى قطرها مالح، قمحها مرّ من حقول الآخرين ونسرها ليس جارح، خبزها مغمّس خارج الصحن، زيت كازها خالص، طوبى لها الفحيص ملاذا لها وليس السلط أو ماحص.
بالنسبة للشيخ تميم, كل ما قيل عنه أنّه ربيع قطري، وتسليم جيل الشباب، أو جراء مرض الشيخ المتنحي, أو نزولا لرغبة سعودية، فإنّه لا يغدو أكثر من تخمينات. ترى أين الشيخة موزة وكيف غضبت على الأمير الزوج وكلّفته غاليا وربما ما زالت؟!