سعد السيلاوي.. العربية.. عمان


أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﺑﻘﻠﯿﻞ.. ﻛﻨﺎ ﺳﻌﺪ اﻟﺴﯿﻼوي وأﻧﺎ وﺑﻌٌﺾ ﻣﻦ ﻣﺮاﺳﻠﯿﻦ وإﻋﻼﻣﯿﯿﻦ أردﻧﯿﯿﻦ ﻧﺨﺘﺮق ﺟﺪار
اﻟﺼﻮت، ﻧﺤﻜﻲ ﻋﻦ اﻷردن ﺣﻠﻮه وﻣﺮه ﻋﺒﺮ ﻓﻀﺎء اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻧﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﻌﺎﺑﺮة ﻟﻸﺧﺒﺎر، ﺑﻌﻀﻨﺎ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﺤّﺴﻪ اﻟﺮﺳﻤﻲ
اﻟﺬي أﺳﺒﻐﺘﻪ أﻳﺎم ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن اﻟﺤﻜﻮﻣﯿﺔ، وآﺧﺮون ﻣﻨّﺎ ﺗﺮﺟﻤﻮا لغتهم اﻟﺼﺤﻔﯿﺔ أﺛﯿﺮاً ﻣﺮﺋﯿﺎً، واﻟﺒﻌﺾ
اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺗﺤﺪث ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻔﻀﺎﺋﯿﺎت اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة، أرﺧﻰ (ﺣﻨﻜﻪ) وﺣﻮل ﺷﺒﺎط إﻟﻰ ﻓﺒﺮاﻳﺮ وﻋﻤﺎن إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ
اﻷردﻧﯿﺔ ﻟﻜﻨّﻪ ظﻞ ﻣﺮاﺳﻼ ﻓﻘﻂ.. وﺿﻞ طﺮﻳﻖ اﻻﺣﺘﺮاف ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻧﻔﺴﻪ، ومنهم ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺪ واھﻤﺎً أﻧﻪ دﺧﻞ اﻟﻠﻌﺒﺔ
ﻟﻜﻨّﻪ ﺑﻘﻲ ﺑﻼ ﻟﻮن أو نكهة وﻻ ﺣﺘﻰ روح.

وﺣﺪه ﺳﻌﺪ اﻟﺴﯿﻼوي، ﺣﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً ﻓﻲ ام ﺑﻲ ﺳﻲ وﻣﻦ ﺛﻢ اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ روح اﻟﻤﺮاﺳﻞ
اﻟﻌﻔﻮي اﻟﻤﯿﺪاﻧﻲ، ﻛﺎن ﻋﯿﻦ اﻟﻤﺸﺎھﺪ ﻋﻠﻰ ﺣﺪث ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ آﻻف اﻷﻣﯿﺎل ﻣﻨﻪ، ﺑﻘﻲ ھﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ
ﻣﻮاﻗﻊ اﻻﻗﺘﺘﺎل واﻟﻨﻘﺎط اﻟﺴﺎﺧﻨﺔ، ﻓﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻧﻜﮫﺘﻪ اﻟﺨﺎﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺠﺎرى ﺑﯿﻦ ﻣﺮاﺳﻠﯿﻦ اﻋﺘﻘﺪوا (ﺑﻔﺰﻟﻜﺔ) ﻟﺰوم
اﻹدھﺎش واﻹﺑﮫﺎر، أﻧﮫﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ﺛﻘﺎﻓﺔ أو درﺑﺔ.

ﺳﻌﺪ، اﻟﺬي ودع ﺣﻨﺠﺮةَﺻﺪﺣﺖ ﺑﺂﻻف اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ واﻷﺣﺪاث اﻟﻤﺒﺎﺷﺮة، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﯿﻤﯿﺰه ﻋﻦ اﻵﺧﺮﻳﻦ ﻣﻤّﻦ
(ﻳﺘﺠﻤﺪون) أﻣﺎم اﻟﻜﺎﻣﯿﺮات ﻣﻌﻠﻨﯿﻦ اﺳﻢ اﻟﻘﻨﺎة ﺑﻤﯿﻜﺮوﻓﻮﻧﺎت اﺧﺘﻠﻔﺖ أﺷﻜﺎﻟﮫﺎ وأﻟﻮاﻧﮫﺎ، ﺳﻮى اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺬي
ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻓﯿﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﺎن.
ودع ﺣﻨﺠﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ.. ﻟﻜﻨﻪ اﺣﺘﻔﻆ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﺼﺎرخ اﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﺨﺬﻟﻪ ﻳﻮﻣﺎً ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺣﺪث أو ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺑﺚ
ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﻓﺒﻘﻲ ﻛﺒﯿﺮ ﻣﺮاﺳﻠﻲ اﻟﻘﻨﺎة، ﻷﻧﻪ ﺑﻘﻲ ﻛﺒﯿﺮاً ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﻪ واﺣﺘﺮاﻓﯿﺘﻪ اﻟﻔﺮﻳﺪة ﺑﯿﻦ ﻣﺌﺎت اﻟﻤﺮاﺳﻠﯿﻦ اﻟﻌﺮب
اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻨﺎوﺑﻮن ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮات اﻷﺧﺒﺎر.

اﻟﺘﺤﺪي ﻣﺮة أﺧﺮى ﻳﺎ ﺳﻌﺪ، ﺣﺘﻰ وأﻧﺖ ھﻨﺎ..؟!
ﻗﺒﯿﻞ دﻗﺎﺋﻖ ﻣﻦ دﺧﻮﻟﻪ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻋﻤﻠﯿﺎت ﻣﻌﻘﺪة ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺎﻏﯿﻞ ﻓﻲ ﻣﻮﻧﺘﺮﻳﺎل اﻟﻜﻨﺪﻳﺔ، اﻣﺘﻄﻰ
ﺳﻌﺪ ذات اﻟﻤﯿﻜﺮوﻓﻮن اﻷزرق ﻣﺘﺄھﺒﺎً ﻟﻨﻘﻞ ﺣﺪث آﺧﺮ ﺑﻞ اﺧﺮ ﺣﺪث ھﻮ ھﺬه اﻟﻤﺮة ﺻﺎﻧﻊ اﻟﺨﺒﺮ ﻓﯿﻪ، ﺣﯿﺚ ﻻ وﻗﺖ
ﻟﻸﺳﺌﻠﺔ اﻟﺨﻤﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﻨﺎھﺎ ﻓﻲ اﻷﺧﺒﺎر.. ﺑﺤﺮﻓﯿﺘﻪ، ﻗﺮر اﻟﺴﯿﻼوي أن ﻳﺠﯿﺐ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻷﺳﺌﻠﺔ، ﻣﻦ، أﻳﻦ،
ﻣﺘﻰ، ﻛﯿﻒ وﻟﻤﺎذا،ُﻣﺪرﻛﺎً أﱠن ﻟﻤﺎذا.. ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻘَﺪر ﻣﻦ أدرﻛﻮا اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ واﻟﺘﺤﺪي ﻓﺎﺳﺘﺤﺎﻻ ﺳﻤﺔ ﻣﻨﮫﻢ وﻓﯿﮫﻢ.

اﺳﺘﺪﻋﻰ "ﺟﯿﺸﻪ" واﻧﻘﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪث، ﻛﻤﺎ ﻛﺎن دوﻣﺎً ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻋﺸﺮات اﻟﻤﺮاﺳﻠﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺼﻒ اﻷول ﻣﻠﻘﯿﺎً
اﻟﺴﺆال اﻻول ﻋﻠﻰ رﺋﯿﺲ دوﻟﺔ، أو ﻣﻌﺎرض أو ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻔﺎوﺿﯿﻦ، ﻣﺜﯿﺮاً ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ زوﺑﻌﺔ ﻣﻦ اﻹﻋﺠﺎب وﻣﺜﻠﮫﺎ
ﻣﻦ اﻟﺤﺴﺪ.. وﻣﺨﺎطﺒﺎً أوﻟﺌﻚ اﻟﻤﻼﻳﯿﻦ ﻣﻤﻦ ﻋﺮﻓﻮه ﺻﺤﻔﯿﺎً ﻣﺮﺗﺪﻳﺎً ﺑﺰة واﻗﯿﺔ ﻟﻠﺮﺻﺎص ﺗﻌﻠﻮھﺎ إﺷﺎرة PRESS
وُﻣﺨﺘﺘﻤﺎً رﺳﺎﻟﺘﻪ اﻟﻤﯿﺪاﻧﯿﺔ ﺑـ"ﺳﻌﺪ اﻟﺴﯿﻼوي"، اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ، ﺑﻐﺪاد أو طﺮاﺑﻠﺲ، أو ﺻﻨﻌﺎء وﻗﺒﻠﮫﻢ داﺋﻤﺎً وأﺑﺪاً، ﻋﻤﺎن.. 

"ﺷﺎءت اﻷﻗﺪار أن آﺗﻲ ھﻨﺎ.. ﻟﯿﺲ ﺻﺤﻔﯿﺎً وﻟﻜﻦ ﻣﺮﻳﻀﺎً.. اﻟﺼﻮت ﻣﻦ اﻵن وﺻﺎﻋﺪاً ﺳﯿﻜﻮن ﻣﻦ ﻓﺘﺤﺔ ھﻨﺎ.. وﻟﯿﺲ
ﻣﻦ اﻟﻔﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ وﻣﻨﺬ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﺷﺔ.. اﻟﺤﻤﺪ Ϳ ﻋﻠﻰ أﻳﺔ ﺣﺎل" ﻗﺎﻟﮫﺎ ﺳﻌﺪ
ودﺧﻞ إﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت ﻻﺳﺘﺌﺼﺎل ﺣﻨﺠﺮﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺖ وﻟﻢ ﺗﻨﺘﺒﻪ أن ﺛﻤﺔ ﻣﺎ ﻳﺨﻔﯿﻪ اﻟﺴﯿﻼوي ﻓﻲ (ُﻛﻢ) ﻳﺪه
داﺋﻤﺎً.. ﻛﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﻛﻞ اﻟﻤﺆﺗﻤﺮات واﻷﺣﺪاث، (اﻟﺘﺤﺪي) اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻌﺼﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺟﺮاﺣﻲ اﻟﺪﻧﯿﺎ اﺳﺘﺌﺼﺎﻟﻪ.

ھﻮ ﺳﻌﺪ اﻟﻤﺸﺎﻛﺲ ﺑﻨﻜﺎﺗﻪ اﻟﻤﺘﻮاﺻﻠﺔ، ﺑﻠﻐﺔ اﻹﺷﺎرة اﻟﺘﻲ ھﻲ ﺑﯿﻨﻨﺎ دوﻣﺎً ﻋﻦ ﺑُﻌﺪ.. ﺣﯿﻦ ﻧﺴﺘﻐﯿﺐ ﻟﻄﻔﻲ
اﻟﺰﻋﺒﻲ واﻟﻌﺠﻠﻮﻧﻲ وﻣﻮﻓﻖ وأﺧﻮة ﻣﺸﺘﺮﻛﯿﻦ وﻧﻀﺤﻚ ﻋﻦ ﺑُﻌﺪ ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮات ﺻﺤﻔﯿﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﻮف اﻟﻤﻘﺎﻋﺪ دوﻣﺎً
ﺗﻔﺼﻞ ﺑﯿﻨﻨﺎ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧُﺼُﺮ ﻋﻠﻰ اﻻﺑﺘﺴﺎم ﻋﻦ ﺑُﻌﺪ وﺑﺬات ﻟﻐﺔ اﻹﺷﺎرة.

ﺳﻼﻣﺎت ﻳﺎ ﺳﻌﺪ وﻟﻌﻠﻚ ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺮﻛﺔ اﻟﺘﺤﺪي ﻓﻲ ﻛﻨﺪا ﺗﻌﻮد أﻗﻮى، ﻟﺘﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﺼﻒ اﻷول ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﻔﻲ ﻗﺎدم
أو ﻓﻲ واﺟﮫﺔ ﺣﺪث أو ﻗﺼﺔ إﺧﺒﺎرﻳﺔ ﻟﺘﺠﯿﺐ ﻋﻦ ﻛﻞ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺠﺰ ﻛﺜﯿﺮون ﻋﻦ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﮫﺎ .. ﺣﺘﻰ ﻓﻲ
ﺗﻘﺮﻳﺮك اﻟﺼﻮﺗﻲ اﻷﺧﯿﺮ.. ﻟﻚ طﻌُﻢ ﺧﺎٌص ﻻ ﻳﻘﺎوم..!! ﺳﻼﻣﺎت ﻳﺎ ﺻﺪﻳﻘﻲ..!!