كواليس الليلة السابقة لرحيل عدنان حمد وتعيين حسام مدرباً للنشامى
أكّدت مصادر مطلعة ومقربة داخل اتحاد الكرة ومحيطة بالمدرب عدنان حمد أنّ حمد ظل حتى مساء يوم الإثنين الماضي المرشح الأقوى، بل والوحيد للبقاء على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأردني، وأنّ حمد أبلغ الأمير علي بن الحسين خلال لقائه معه في ذلك اليوم أنّه لا مطالب له فيما لو كانت لدى اتحاد الكرة الأردني رغبة بتجديد عقده.
وعلمت من مصادر خاصة أنّ حمد وبتوجيه من الأمير علي بن الحسين التقى في ساعة متأخرة من مساء الإثنين بكل من صلاح صبرا نائب رئيس اتحاد الكرة وخليل السالم الأمين العام للاتفاق على أدق التفاصيل.
وعلم أنّ المطلب الوحيد لحمد كان زيادة بنسبة 10 بالمئة على رواتب معاونيه للجهاز الفني.
ونقل مقربون عن حمد الذي التزم الصمت بعد قرار تعيين المصري حسام حسن أنّه تلقّى الخبر بشيء من الصدمة والمفاجأة.
وعلم أنّ حمد توقّع نبأ رحيله وعدم تجديد عقده والتعاقد مع حسام حسن من خلال اتصال هاتفي تلقّاه بعد دقائق من إنهاء جلسة الثلاثاء التي شهدت عدم تجديد عقد حمد والاتفاق مع حسن.
ورغم أنّ مندوب السبيل اتصل بحمد إلاّ أنّ الأخير فضّل عدم الحديث أو التعليق، رافضا الإدلاء بتصريحات حول الموضوع.
ولوحظ أنّ قرار تسمية حسام حسن شكّل مفاجأة عند عدنان حمد وأنصاره وكل أولئك الذين ظلّوا حتى آخر لحظة على قناعة تامّة بأنّ حمد باقٍ في منصبه.
وعلم أنّ حمد، الذي حصل مؤخرا على شهادة الدكتوراة في عمان وأدى فريضة الحج العام الماضي ويقيم في عمان منذ سنوات، سيأخذ قسطا من الراحة قبل أن يفكّر بدراسة مجموعة من العروض علم أنّها انهالت عليه من عدة منتخبات وأندية عربية وغيرها.
وكان حمد أمضى أربعة أعوام وأربعة أشهر على رأس الجهاز الفني للمنتخب حقق خلالها العديد من الإنجازات والانتصارات والألقاب، في مقدمتها قيادة النشامى ولأول مرة لجولة الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم.
عروض بالجملة لحمد
فيما أكّدت مصادر مطلعة ومقربة من المدرب العراقي عدنان حمد أنّه تلقّى عرضا مغريا لتدريب منتخب البحرين الوطني.
وفهم أنّ حمد يبدأ اعتبارا من أمس بدراسة سلسلة من العروض التي وصلته وينتظر أن تصله خلال الأيام القليلة القادمة.
وكان الاتحاد القطري لكرة القدم عرض على حمد تدريب المنتخب الوطني الذي تفرّغ لتصفيات غرب آسيا والاستعداد لنهائيات غرب آسيا المقامة على أرضه, في حين أكّدت مصادر أخرى أنّ حمد تلقّى عرضا أو أكثر من الاتحاد الإماراتي لكرة القدم ومن أندية إماراتية أخرى.
صدمة في الأوساط الرياضية
وشكّل تعيين حسن مدرب للنشامى صدمة كبيرة لدى المحللين والمتابيعن للكرة الأردنية، خصوصا أنّ المدرب المصري معروف بأنّه حاد المزاج، من خلال اعتراضاته المتكررة على الحكام وإثارة المشاكل من على دكة البدلاء، علما بأنّه كان سببا في إلغاء العديد من الوديات مع الأندية التي درّبها سابقا، فضلا عن اتهامه بأنّه من أسباب موقعة الجلابية، إذ نزلت الجماهير المصرية إلى أرض الملعب احتجاجا على قرار حكم مباراة الزمالك والأفريقي التونسي في دوري أبطال أفريقيا، حيث اتهم بأنّه قد أشار للجماهير بالنزول إلى أرض الملعب.
تغييرات جوهرية منتظرة
وفي ذات السياق أكّد مصدر مطلع داخل اتحاد الكرة أنّ المرحلة المقبلة ستشهد استغناء عن خدمات مجموعة متنفذة داخل الاتحاد شكّلت عليها مؤخرا العديد من الملاحظات.
وعلمت «السبيل» أنّ من بين من سيتم الاستغناء عن خدماتهم مدراء تنفيذيين كبار.
وعلم كذلك أنّ رحيل حمد عن الجهاز الفني للمنتخب والتعاقد مع حسن سيكون من بين آثاره اللاحقة الاستغناء عن خدمات أركان الجهازين الفني والإداري للمنتخب الوطني الأردني في المرحلة السابقة والذي يضم المدرب العراقي ياسين عمان ومدرب حراس المرمى العراقي أحمد قاسم والمدرب الوطني أحمد عبد القادر والمدير الإداري أسامة طلال فيما ينتظر تجديد عقد مدرب اللياقة البدنية البرازيلي مانويل.
بينما كشف الإعلامي الرياضي المصري المعروف عبد الناصر زيدان لوكالات الأنباء متحدثا من القاهرة عن أسماء الجهاز الفني المرشح للعمل إلى جانب حسن، وحسب زيدان المرشحين هم إبراهيم حسن (توأم حسام), طارق سليمان (نجم منتخب مصر والنادي المصري سابقا), طارق السعيد (لاعب الزمالك ومدرب المنتخب الأولمبي), وليد بدر (إدراي).
وأكّد زيدان أنّ حسام يرتاح فقط للتعامل مع هؤلاء في معظم تجاربه التدريبية السابقة.
وكان إبراهيم حسن توأم حسام وفي أول رد فعل مصري على تعيين شقيقه كشف النقاب عن أنّ حسام تلقّى نبأ اختياره خلال اتصال هاتفي أجري معه أول من أمس الثلاثاء من عمان.
وتردد في القاهرة أنّ أحمد نجل المدرب المصري الراحل محمود الجوهري كان حلقة الوصل في الاتصالات بين اتحاد الكرة الأردني والمدرب المصري.
كما تردد أنّ المدرب الراحل الجوهري كان قبل رحيله أوصى مرارا وتكرارا بالتعاقد مع حسام.
اهتمام إعلامي عالمي
وكان القرار أثار اهتمام وسائل الإعلام في كافة أنحاء العالم، سواء كانت أردنية أو المصرية أو العربية وكذلك العالمية.
وكالات الأنباء العالمية ومواقع الإنترنت والصحف والإذاعات والفضائيات تعاملت باهتمام ملحوظ مع أخبار وكواليس صفقة التعاقد مع حسام حسن ورحيل المدرب العراقي عدنان حمد.
كما نقل الإعلامي المصري عبد الناصر زيدان عن المدرب المصري حسام حسن الذي عيّن أول من أمس أنّه بدأ وجهازه المعاون المقترح إعداد خطة طموحة لإعداد منتخب النشامى لمواجهتي أوزبكستان وأنّ الخطة تتصمن سلسلة من المباريات الودية قد يكون من بينها مواجهة بين مصر والأردن اللذين لم يلتقيا منذ فترة طويلة ويذكر أنّ أول ظهور رسمي لحسن مع النشامى سيكون خلال مواجهة النشامى والمنتخب السوري المقررة في طهران أو عمان منتصف آب القادم بتصفيات كأس آسيا.
قناة الأردن الرياضية خصصت حلقة مساء أول من أمس من البرنامج اليومي الحصاد الرياضي للحديث عن الصفقة التي وصفت بالمفاجأة الكبيرة.
حسن يشيد بحمد
وكان حسام حسن قد أشاد بسلفه العراقي عدنان حمد وملهمه الراحل محمود الجوهري.
وقال حسن: «أعلنت الكرة الأردنية عن طفرة كبيرة جراء النتائج والمستويات المتميزة وهذا يعود للرؤية الشمولية للأمير علي والاتحاد الأردني إلى جانب الجهود الكبيرة للراحل محمود الجوهري الذي حقق إنجازات كبيرة إلى جانب بصماته الفنية على مستوى اللعبة.»
وأضاف: «هذا كله يضاعف المسؤولية وفي نفس الوقت يشكّل حافزا قويا لي لبذل الجهد والعطاء.»
وأكّد مهاجم مصر السابق الذي شارك في 169 مباراة دولية أنّه يعرف كرة القدم الأردنية جيدا.
ومضى قائلا: «كنت أسمع عن الكرة الأردنية كثيرا من الراحل محمود الجوهري، وعرفتُ منه كل التفاصيل كما تابعت مشوار الفريق في تصفيات كأس العالم وتابعت مبارياته خاصة المباراة الأخيرة أمام عمان وهذا الأمر سيساهم في تعزيز مهمتي.»