صرف الرواتب قبل رمضان بأسبوعين يقلق المستهلكين


محمد علاونة ‏ 

‏ يبدو القلق مسيطرا على المستهلكين الذين بدؤوا بتسلم رواتبهم ‏في القطاع العام قبل حلول رمضان المتوقع في التاسع من الشهر ‏المقبل.‏ 

ولأن معدل الأجور في الأردن يبلغ 392 دينارا شهريا، حسب ‏أرقام ‏‏"دائرة الاحصاءات العامة"، و412 دينارا، حسب ‏‏"مؤسسة ‏الضمان الاجتماعي"، فإن تلك المخاوف مبررة، إذ أن ‏هؤلاء معرضين لشح سيولة في الشهر الفضيل، بسبب الارتفاع ‏غير مسبوق في أسعار السلع الغذائية وغيرها.‏
بيانات رسمية تبين أن متوسط أسعار المستهلك "التضخم" ‏للخمسة أشهر الأولى من العام الحالي ارتفع إلى 7 في المئة، ‏مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأبرز المجموعات ‏السلعية التي ساهمت في هذا الارتفاع، مجموعة "النقل" التي ‏ارتفعت أسعارها 18.5 في المئة، ومجموعة "الوقود والانارة" ‏‏24.7 في المئة، ومجموعة "الخضر" 18.7 في المئة، ‏ومجموعة "اللحوم والدواجن" 7.8 في المئة، ومجموعة ‏‏"الفواكه" 21.5 في المئة.‏ 

تلك المعدلات المرتفعة كانت انعكاسا لقرارات الحكومة الأخيرة ‏بتحرير أسعار المشتقات النفطية، وقرارات لاحقة بتعديل تعرفة ‏الكهرباء، ما يزيد المخاوف لشريحة كبرى من الناس من عدم ‏قدرتهم على الالتزام بتوفير متطلباتهم، سيما وأن الاستهلاك ‏يرتفع في الشهر الفضيل.‏ 

لم يستطع كثيرون أن يخفوا سعادتهم بعد أن تسلموا رواتبهم ‏مبكرا، يرونه طوق نجاة لكن الغالبية تتوقف للحظة بسبب ‏مخاوف من تبديد تلك الأموال مع حلول رمضان ومرور نحو ‏عشرة أيام من الشهر المقبل.‏
في بلد يتجاوز فيه حجم إنفاق الاسر لإيراداتها نتيجة وجود ‏موارد أخرى، مثل السلف والقروض وحوالات العاملين في ‏الخارج، يبقى العجز ملازما لموازنات تلك الأسر ووسط مخاوف ‏من تفاقمه في حال تأثرت تلك الموارد.‏ 

بيانات رسمية تفيد بأن متوسط إنفاق الأسرة السنوي يصل إلى ‏‏7057 دينارا، بينما متوسط الدخل لا يتجاوز 6166 دينارا، فيما ‏يصل إنفاق الفرد إلى 1238 دينارا، ومتوسط دخله 1081 ‏دينارا، وتشكل المواد الغذائية أكثر من ثلث إنفاق الأسرة، ما ‏يوجب باعتبار شهر رمضان شهر الغذاء بامتياز، كونه مرتبط ‏بالغذاء والعزائم، وملحقاته من عصائر وحلويات.‏
خبراء يجزمون بأن القروض لم تعد تشكل موردا منذ عامين مع ‏تشدد فرضته البنوك على التسهيلات بسبب أزمات مالية متتالية، ‏ينصح الخليلي إعداد موزانات أسرية مصغرة لتجنب أي إنفاقات ‏غير مبررة، وإلا تلك الأسر ستبقى تعتمد على تلك الموارد ‏المهددة على الدوام، مثل القروض والحوالات.‏ 

ولا خيار بالنسبة للموظفين العاملين في القطاع العام أو الخاص ‏سوى أن يقترضوا أو يطلبوا سلف من عملهم لتوفير أموال.‏