على المكشوف من درعا


جاء في تقرير مراسل لفضائية عربية معروفة من درعا، أن مظاهرة خرجت في داعل تطالب بفرض الحظر الجوي فوق المنطقة وقد جاء التقرير المذكور بعد ساعات من إعلان أمريكي بدرس خيارات كهذه، ومن مقال نشرته صحيفة " معاريف " الصهيونية، يدعو للضغط على مجلس الأمن لفرض مثل هذا الحظر.

هكذا وفي وقت متزامن يدعو مراسل الفضائية المذكورة وكاتب الجريدة الصهيونية إلى ما تدرسه الخارجية الأمريكية من خيارات، مما يؤكد أن كل ما تشهده سورية من حرب إعلامية وعسكرية وسياسية يدار من مطبخ واحد هو المطبخ الأمريكي- الصهيوني وأدواته الإعلامية والميدانية المعروفة للقاصي والداني.

أما خطورة وأبعاد الدعوة إلى تشكيل منطقة حظر جوي فوق مناطق في درعا، فلا تتعلق فقط بتوفير مظله عسكرية أمريكية للجماعات المسلحة وحمايتها من تقدم الجيش العربي السوري كما حدث في القصير، بل بما هو أخطر من ذلك بكثير، ويتصل بمصالح صهيونية حيوية أو استراتيجية مباشرة هي:
أولا سلخ تدريجي لحوض اليرموك المكمل للحوضين المائيين في الغور الشمالي والجولان فتكمل تل أبيب سيطرتها على الموارد المائية في المنطقة.

ثانيا: إحياء خط نفط التابلاين القديم ووضعه تحت السيطرة الإسرائيلية عمليا.
ثالثا، توفير مناخات إقليمية جديدة لتصفية قضية اللاجئين والقضية الفلسطينية عموما.
وهو ما يعني أن على الأردن بالإضافة إلى سورية ايلاء أهمية كبيرة لما يجري على حدوده الشمالية، وأن لا يسمح بأية اختراقات إعلامية أو سياسية من النوع المذكور، والأهم أن يكون يقظا إزاء سيناريو الحظر الجوي الأمريكي المقترح، الذي يهدد الأمن الوطني الأردني كما يهدد سورية.