محمد عساف .. لسه الاغاني ممكنة

أخبار البلد - خالد أبو الخير
اثأر ويثير فوز الفلسطيني محمد عساف بلقب "اراب ايدول" الكثير من الفرح و الجدل ، فهي المرة الأولى التي يحوز فيها شاب فلسطيني هذه المكانة في عالم الغناء وفي قلوب ملايين العرب.
فرحة فوز عساف وحدت الشتيتين، فوضع الفلسطينيون خلافاتهم السياسية جانباً واحتفلوا في كل فلسطين، ولسان حالهم . انه بالرغم من الموت والسجن والعسف والاحتلال.. لسه الأغاني ممكنة، على حد تعبير الفنان محمد منير.
كما احتفلنا في الأردن بفوز عساف، لان الأردن وفلسطين جسد واحد، ورئة واحدة وحنجرة تصدح بألوان الأفق نفسها.
والذين يعيبون كل هذا الفرح بفوز مطرب بلقب، ويتهكمون بالقول:" شو يعني حرر فلسطين؟"، ينسون ان الغناء والفن والأدب أداة من أدوات أي معركة، معركة الحضارة في وجه الهمجية. .
ما فعله عساف انه جدد الهوية التراثية الفلسطينية التي تحاول إسرائيل طمسها منذ ستين عاما ونيف: هؤلاء سرقوا كل شيء تقريباً، سرقوا الأرض والشمس والبرتقال الملابس المطرزة والآثار والفلكلور وحتى الحمص والفلافل، لكنهم حتما عجزوا ان يسرقوا روح هذا الشعب التي ما تزال مقاومة وحصنا أخيرا صامدا أبداً، لا يسقط ولا يتهاوى، غنى له عساف "علو الكوفية.. علوها".

صحيح إن عساف فاز وانتهى الأمر، لكن في قصته الكثير من العبر، فهذا الشاب ، ابن خان يونس التي لطالما عانت ويلات الحرب والتشريد، كان كل حلم حياته ان يحصل على وظيفة مستقرة يعتاش منها، فاذا به وقد حل بالقاهرة يذهب، دون كثير آمال، للغناء أمام لجنة اراب ايدول، فتنفح له أبواب الدنيا. وهي قصة حلم.. قلما يتحقق.
عساف حقا صوت مميز وذو حضور جاذب وطاغ، ويستحق الفوز دون منازع.
ربما تخفت الفرحة قريباً، وربما يختفي عساف من أذهاننا، بيد انه يحسب له انه أطلق أغنية في ليل يطول، و.. "علّي صوتك بالغنا.. لسه الأغاني ممكنة، ممكنة".