هل الأردن مضطر للمشاركة بمؤتمر أعداء سورية في عاصمة مشيخة النفط القطرية
نظام يضلل شعبه ويكذب عليه ... هذا أقلّ ما يمكن أن توصف به العلاقة الملتبسة وغير المفهومة بين نظامنا السياسي في الأردن وشعبنا العربيّ الأردنيّ الذي أصبح أكثر وعيا وإدراكا مما يتخيّله النظام .
مراوغة النظام ( من خلال ذراعه التنفيذي – الحكومة ) ليست مقصورة على الموقف من الأزمة السورية ، بل تتعداها إلى كل مفاصل العلاقة بين النظام وشعبه ... إلى درجة أن أصغر طفل من شعبنا أصبح لا يثق بكل ما يقوله النظام ، بل يتوقع أن يكون الموقف الرسمي الحقيقي للنظام من أية مسألة ( داخلية أو خارجية ) هو بالضبط ( عكس ) ما يصرّح به المسؤولون الحكوميون ... والأمثلة كثيرة في هذا المجال دون الحاجة الى الخوض فيها .
وبما يخصّ الشأن السوري ...
بعض المسؤولين الحكوميين ، وعلى رأسهم رئيس الوزراء عبد الله النسور يصرّحون ليلا ونهارا ، وبمناسبة وبغير مناسبة أن الأردن ( ضد ) التدخل الأجنبي في الأزمة السورية ، في الوقت الذي نجد وزير خارجيتنا العابر للحكومات ناصر جودة يشارك بفعالية في أعمال مؤتمر ( أعداء سورية ) المنعقد في الدوحة عاصمة مشيخة النفط القطرية الكبرى ...
إحدى عشرة دولة تجتمع للتآمر على سورية وشعبها من خلال جدول أعمال ( معلن ) ، يتلخّص نقطة واحدة ... في تمكين العصابات المسلحة من الحصول على أحدث وأقوى أنواع الأسلحة لمواجهة الجيش العربي السوري .. جيش الدولة الوطنية السورية .
المسؤولون الحكوميون ينفون وجود قوات أجنبية في الأردن ، بينما تصريحات مسؤولين في الإدارة الأمريكية تقول أن هناك 700 عسكري أمريكي عندنا ، وآخرين يتحدثون عن 2000 عسكري أمريكي موجودين لحماية الأردن وللمساهمة في ( تدريب ) إرهابيين سوريين تابعين للعصابات المسلحة التي تقاتل الجيش العربي السوري ... هذا في الوقت الذي يصرّح فيه مسؤولونا أن نظامنا السياسي ضد الإرهاب والإرهابيين ... أم أن الإرهاب
أنواع ؟ بحيث نكون معه وضده في نفس الوقت ؟
... ثم لماذا ما زال النظام مصرّا على تضليلنا والإستخفاف بعقولنا ؟ وما حاجة الأردن الى 700 أو 1000 أو حتى عشرة آلاف جندي أجنبي على أراضيه وجيشنا العربي الأردنيّ قادر ( كما أثبت دائما ) على حماية حدودنا والذود بجدارة عن تراب الوطن ؟
نحن كمواطنين أردنيين نعتقد أن ليس لنا عدو يتربّص بنا إلا العدوّ الصهيوني ... فهل هذه القوات الأمريكية مهما كان عددها موجودة على أراضينا وترابنا الوطني لحمايتنا من ( حلفاءهم ) الصهاينة أم لغرض آخر ؟ ... يجب على حكومتنا أن تعطينا الجواب الشافي على هذا السؤال ...
نخلص الى نتيجة واضحة ساطعة كوضوح الشمس في كبد السماء ... إن مشاركتنا في مؤتمر ( التآمر) على سورية يضع شعبنا وبلادنا في الموقع الخاطيء ، في التوقيت الخاطيء ... فالجيش العربيّ السوري يسجل الإنتصار تلو الإنتصار على العصابات المسلحة وطوابير الخيانة والتآمر ... ولم يكن النصر النهائي على هذه العصابات قريبا واضحا للعيان كما هو عليه اليوم ...
كل أطراف المؤامرة على الشقيقة سورية بدأت التراجع و ( لحس ) تصريحاتهم النارية وتهديداتهم الجوفاء ... وليس لبلادنا مصلحة في الإنخراط في مؤامرة على بلد شقيق محكومة بالفشل ...
مصلحتنا الوطنية العليا في الأردن أن نصطفّ شعبا وحكومة وجيشا الى جانب الأشقاء السوريين في مواجهة المؤامرة الصهيوأمريكية عليهم وعلينا وعلى كل دول وشعوب المنطقة ... حتى أن الحياد و ( النأي بالنفس ) على الطريقة اللبنانية لا يكفي ...
المطلوب وبسرعة إعلان موقف رسميّ أردنيّ شجاع بحسم موقفنا نهائيا الى جانب الدولة الوطنية السورية وجيشها وشعبها وقبادتها ، حتى لو شاركنا بالقتال ضد العصابات المسلحة على الأرض السورية الطهور ...
موقف سيسجله لنا التاريخ بأحرف من نور ، وسيكون خالدا أبد الدهر في الذاكرة الجمعية للأجيال العربية القادمة ...
لا منطقة رمادية ما بين الأسود والأبيض الآن ... فإما أن نكون مع سورية وأنفسنا ، وإما أن نكون الضحية التالية للإرهاب الصهيوأمريكي الإسلاموي الأردوغاني القطري السعودي ... الكرة في ملعبنا ... وعلينا الإختيار اليوم قبل الغد ... بل الآن وفورا ...