جمعة التسامح ( يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن )

الفقير لله بسام العريان في يوم الجمعه الثاني عشر من شعبان 1434 هـ تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والعبادات وغفر لنا ولكم ولوالدينا ووالديكم ولسائر المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات .

ما أجمل ان ننتهز هذا اليوم العظيم " الجمعه " والذي يبشر بالخير حيث سيرفع فيه الأذان في مباني مطار الملكة علياء الدولي اعتباراً من الفجر بالإضافة لإرسال خطيب من قبل وزارة الاوقاف الأردنية لإقامة صلاة الجمعة داخل المصلى المؤقت في المطار وذلك بعد تفاوض بين درع السنة معالي الدكتور محمد نوح القضاة وزير الأوقاف الأردني و الجهات المعنية في إدارة المطار .

جعلنا الله وإياكم من العافين عن الناس والمحسنين أجرا ومن الذين يرتقبون الأيام التي أوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر " شعبان " والذي ترفع فيه الأعمال إلى الله وأن يجعلنا الله ممن يطلع عليهم في ليلة النصف من شعبان وهو راضٍ عنا وألا نحمل في قلوبنا مثقال ذرة من غلٍّ على مسلم

إخواتي وإخواني في الله فرصة لأن نذكركم وأنفسنا بالتسامح فيما بيننا فقد وعد الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بالمغفرة لجميع المسلمين الا للمشاحن، والمشاحن هو الذي بينه وبين أخيه المسلم عداوة، يقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- ((يطلع الله إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن))

ونحن نعلم أن الأصل في الخصام ألا يستمر أكثر من ثلاثة ليالي، فلا ينبغي –بالطبع- أن ننتظر عام كامل، أو ننتظر هذا اليوم حتى يكون هناك تسامح وتصالح، ولكن اذا كان هناك تخاصم فعلاً حتى هذا اليوم يوم الجمعه الفضيل " جمعة التسامح فرصة لإنهاء الخلاف، وأن نزرع في قلوبنا التسامح والمحبة بدلإ من البغض والكراهية .
ولنا في قصة نبى الله يوسف –عليه السلام- أعظم المثل في التسامح، فبعد كل ما فعله معه اخوته، وبغضهم له لدرجة الرغبة في قتله، وأحنهم عليه قال ألقوه في البئر، ويلقونه بالفعل في بئر في الصحراء، ثم يباع عبدًا، ويظل عبدًا احدى عشر عامًا، ثم يدخل السجن تسع سنوات، ثم بعد كل هذا يقول لإخوته في تسامح مذهل ((لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)) لَا تَثْرِيبَ أي لَا تَأْنِيبَ عَلَيْكُمْ، وانظر كيف هو الذي يدعو لهم بالمغفرة
"يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ" ثم يقول ((وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي)) قال: إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ، ولم يقل: أَخْرَجَنِي مِنَ البئر، لم يأت بذكر البئر، حتى لا يذكرهم بذنبهم، وقال: "نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي" فعزى جميع ما حدث إلى الشيطان، ولم يقل أن الشيطان قد سول لإخوته، بل قال نَّزغَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي، وبدأ بنفسه قبل اخوته، مع أن الشيطان لم يكن عليه أي سبيل في هذه القصة، ثم تعبير "نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي" وكأنهم جسد واحد فصله الشيطان، منتهى الأدب والحلم وحسن الخلق من نبي الله يوسف على نبينا وعليه الصلاة والسلام

اذا لم تكن في عداوة مع أحد في هذا اليوم، فاعلم أنك على خير عظيم، واجتهد في أن تعمل على الإصلاح بين أي متخاصمين من قرابتك أو جيرانك أو أصدقائك، وهو أمر من أفضل ابواب الخير، يقول تعالى ((لا خير في كثير من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس))