دبوس...!

 
نبيل عمرو
- المتطرفون : من إلى...!!!
- بالطبع ، قلنا ونكرر أن المتطرفين دينيا ، فإنهم حيث وجدوا ، يُرافقهم خطر الصراعات ، الإنقسامات ، القلاقل ، العداوات ، الإغتيالات ، الحروب والدماء ، خاصة في الدول والمجتمعات التي تتكون من عدة أديان ، مذاهب ، طوائف ومعتقدات دينية. بالطبع أيضا ، إن التطرف مقيت ومُدمر في مجمل الحالات ، قوميا ، عرقيا ، جهويا وحتى في الحياة الشخصية والعامة.
- وأبشع ظواهر التطرف ، هو الذي يأتي نتاج حالة إنقلاب على الذات ""من إلى"" على صعيد الأشخاص ، وهو ما يحذوني للتوقف عند المطرب فضل شاكر كظاهرة ، التحوُّل من العُهر إلى التطرف الديني ، المترافق مع الهوَس ، وبصورة يراها البعض غير طبيعية ، لكني لا أراها كذلك ، لأن عكس حالة شاكر صحيح...!
- في أواخر ستينات ومطلع سبعينات القرن الماضي ، جمعتني الصدفة بشاب آنذاك ، عضوا مُتقدما تنظيميا في حزب التحرير الإسلامي ، حتى أنه كان على رأس مجموعة ، ذهبت إلى بيت الشهيد وصفي التل لتهديه للإسلام ، وطالما كنت أُمضي الساعات في الحوار والجدل مع ذاك التحريري يرحمه الله ، إلا أن أحداث أيلول 1970 ، قطعت تواصلنا لما يزيد عن عام ونصف العام ، لنلتقي مجددا وإذ بي أمام شخص آخر . شخص إنقلب على ذاته ، غير منهاجية حياته بنسبة مئة وثمانين درجة ، يُعاقر بنت الحان ، يبحث عن العاهرات ويُدخن الحشيش...!!!. حتى مات بسرطان الرئة.
- وكذا الحال ، عرفت آخر كان غارقا في متاهات الجريمة بشتى أنواعها ، ""إستغفر وتاب"" ونهج المنهج الوسطي المعتدل ، يعيش منسجما مع ذاته برضى وسعادة .
- رحم الله المفكر الإسلامي المُتنور كامل الشريف ، إذ كنت في حوار معه عشية مؤتمر مدريد للسلام بين العرب واليهود ، فسألته إن كان يعتقد بتحقيق السلام ، فتمهل يرحمه الله هنيته وأجاب ""هدنه"" ثم أردف قائلا : هذا صراع ديني سيطول ، وقد تمر أجيال قبل أن يصل لنهايته ، وفي تلك الجلسة تطرقت مع ذاك المُعلم إلى الوسطية والإعتدال ، كمنهاجية تفكير وعمل طالما كان يحث عليها ، فقال : من يجلس في وسط الصف ، يُمكنه رؤية اليمين واليسار ، وسماع الطرفين ويتعرف على ما يفعله كل طرف ، وهو ما يمنحه خاصية جمع الإيجابيات ، وتقريب وجهات النظر.
- نعم أيها الأخوات والأخوة ، إن منهاجية الوسطية والإعتدال ، هي حكمة الله القدير ""وجعلناكم أمة وسطى"" ، فهل تعقلون...