أجواء ساخنة في إنتخابات أطباء الأسنان الأردنيين


نجحت قوى المعارضة الوطنية القومية واليسارية في التوصل إلى تفاهم مرض وإتفاق علني على دعم وإسناد القائمة النقابية الموحدة ، لخوض إنتخابات نقابة أطباء الأسنان يوم غد الجمعة برئاسة مرشحها لمركز النقيب د . إبراهيم يوسف الطراونة في مواجهة قائمة الأئتلاف النقابي برئاسة مرشحها لمركز النقيب د . فارس الفار الذي يقود تحالف حركة الإخوان المسلمين ومن يتفق معهم ومن يتبعهم لخوض معركة النقيب ومجلس النقابة ، وكلاهما يجد نفسه مجهداً لحشد أكبر قدر من الأصوات لخوض معركته الإنتخابية وتحقيق الفوز المرجو ، في ظل أجواء تتميز فعالياتها بالسخونة والحرارة ، على عكس الدورات السابقة التي إتسمت أجواؤها بالهدوء والسلاسة ، وهذا يعود لعدة أسباب يمكن إجمالها كما يلي :

أولاً : بعد سلسلة إخفاقات الإخوان المسلمين في نقابات الأطباء والمحامين وهيئة المكاتب الهندسية ، تجد نفسها في حالة حرج في مواصلة إخفاقاتها ، فعملت على توسيع قاعدة تحالفاتها في سبيل خلق حالة من التوازن تسمح لها بهزيمة التحالف الوطني القومي اليساري مع المستقلين والمهنيين في نقابة أطباء الأسنان ، لعلها تضع حداً لحالة التراجع والهزيمة التي تواجهها وتعاني منها .

ثانياً : واصلت الأحزاب القومية واليسارية عملها بطريقة فيها قدر كبير من نكران الذات ، فعلى الرغم من عدم تمثيل الحزب الشيوعي وحزب الشعب في القائمة ، فهما يدعمان القائمة النقابية الموحدة ، ورغم عدم تمثيل حزب البعث التقدمي فقد أعاد النظر في موقفه لصالح دعم القائمة ، وهي حصيلة شكلت قاعدة سياسية ونقابية عريضة فاجأت الإخوان المسلمين ومن يتبعهم ومن معهم ، ولذلك صابهم الذعر المسبق وإنعكس ذلك على سخونة الجو بين الكتلتين .

ثالثاً : على الرغم من تقدم دور مجلس النواب والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ، الأعلامي والسياسي والجماهيري ، ومع ذلك لم يتقدم هؤلاء على حساب دور النقابات المهنية فقد بقي دورها طليعياً ومبادراً ، إلى جانب المؤسسات الأخرى ، ولذلك حافظت النقابات على مكانتها ومبادراتها في المشهد السياسي الأردني ، سواء في تمثيلها لشرائح الطبقة الوسطى الفاعلة في المجتمع الأردني أو في قيادة العاملين في نقاباتها ، ليكونوا قادة للمجتمع كوزراء ونواب وأعيان ، وقادة في إدارة العمل السياسي فقد كان للنقابات المهنية دوراً مشهوداً حينما شاركوا في الجبهة الوطنية للإصلاح مع المكونات الثلاثة : 1- الإخوان المسلمين ، و 2- الأحزاب اليسارية والقومية ، و 3- مجموعة أحمد عبيدات ، وحينما وجدوا أن الجبهة تسير وفق أجندة الإخوان المسلمين ، إنسحبت النقابات المهنية مع الأحزاب القومية واليسارية وجمدوا عضويتهم في مؤسسات الجبهة وقيادتها ، ففقدت الجبهة دورها ومكانتها ، مما دفع الإخوان المسلمين لإعطاء جهد أكبر نحو النقابات المهنية ، لعلهم يفلحوا في تحقيق نتائج أفضل في نقابة أطباء الأسنان تعوضهم سلسلة الهزائم التي تعرضوا لها في نقابات الأطباء والمحامين وهيئة المكاتب الهندسية .

الأحزاب اليسارية والقومية ، تجد التفهم لبعضها ، وتجد العذر لمكوناتها ، ففي هيئة المكاتب الهندسية كما في نقابة المحامين ومن قبلها في نقابة الأطباء يلحظ المراقب شراكة لحزب أو أحزاب يسارية وقومية وغياب لبعضها الأخر ، ومع ذلك وقف الشيوعيون والبعثيون بجناحيهم مع حشد إلى جانب بعضهم البعض ، داعمين لقائمة التحالف حتى لو غاب أحدهم عن التمثيل في القائمة لحساب مشاركة أكبر في عدد تمثيل المستقلين والمهنيين .

وهذا يعود لسببين كما يقول النقابي د . خليل الشنطي لـ " الرأي " :
أولاً : لأسباب مهنية ونقابية نسعى لأشراك أوسع قاعدة إنتخابية لضمان نجاح القائمة التي يقودها النقابي المجرب د . إبراهيم الطراونة .

وثانياً : لأسباب سياسية ، لأننا نجد أنفسنا في خندق سياسي واحد ، كتحالف قومي يساري ، لمواجهة التحديات التي تواجه بلادنا وشعبنا ، بدءاً من العدو الإسرائيلي وإنتهاء بالقوى الظلامية ومروراً بالتدخلات العسكرية الأجنبية كما حصل في ليبيا وقبلها في العراق وها هم يجربون ويتجندون لسوريا ، وهذه جميعها عوامل تدفعنا للوحدة والتماسك ، كي يحقق أطباء الأسنان ، ما حصل في نقابات مماثلة قبلنا ، حيث نجحت قوى المعارضة الوطنية القومية واليسارية في هيئة المكاتب الهندسية والمحامين والأطباء ، إعتماداً على قاعدة التمثيل الأنتخابي الواسعة ، وأخفق الإخوان المسلمون في مواجهة ذلك .
h.faraneh@yahoo.com