رسالة مفتوحة الى شركة المعبر...أرجوكي " وسعي صدرك "

 

 

 

 

أخبار البلد

استنفرت كل اجهزة الدولة الاردنية وتراكضت لعقد مؤتمر صحفي خاص بشركة المعبر التي ضاق بها النقد لمشروعها في منطقة العقبة الخاصة ...فادارة الشركة الحساسة جدا او المرهفة اكثر من اللازم وصل بها الحال انها لا تستطيع العمل في هذا المشروع الذي اختارته بحجة ان الاتهامات والانتقادات تلاحقها وتطاردها وتنال من سمعتها وتحبط من معنوياتها وتقلل من شأن انجازاتها وتشكك في دورها الوطني والقومي والاقتصادي الخ ...اللغة المستخدمة او التي استخدمت من قبل القائمين على المؤتمر الذي استغرب انه لم يعقد على ارض شركة المعبر الامراتية التي حصلت على ارض ميناء العقبة باتفاقية مثيرة للجدل كان جارحاً ولاذعا وغير مسبوق في تاريخ المؤتمرات الصحفية الاردنية حيث سيطرت اجواء العصبية والنرفزة والتهديد والوعيد وأشياء أخرى سواءً من قبل رئيس المؤتمر الدكتور كامل المحادين أو من قبل بعض المشاركين هذا عدى عن قصائد المدح والاعجاب والمعلقات التي قيلت بشكل مبرمج من قبل كتائب والفرق المحمولة لشركة المعبر ....ولا اريد ان اتحدث عن الاساءات البالغة والجارحة والتي قيلت بحق الصحافة والصحفيين او بعضهم من قبل زملاء نعرف تاريخهم ومسيرتهم وارتباطهم بالسفارات حين سلّ ومضّى لسانه وبدء بالرماية العشوائية ضد زملاء لهم وجهة نظر مخالفة لوجهة نظره الأمر الذي دفع الشجاع والجريء الدكتور كامل محادين وأوقف هذه الفئة عند حدها طالبا منها ان تكف عن السواد بالكلام وأن تبتعد عن لغة التجريح والاساءة من خلال التركيز على الحدث والقضية لا على تمجيد البطولات من خلال شلال الاساءات والاتهامات.

لا نعلم لماذا استنفرت الدولة بكل اجهزتها ومؤسساتها ودوائرها وسلطاتها في عمان أمام حرد وزعل شركة المعبر التي تتخذ من ابو ظبي مقرا لادارتها ولا اعلم لماذا حضر الوزراء ومعهم النواب وكل مدراء منطقة سلطة العقبة الخاصة وجحافل جرارة من الاسرة الاعلامية ...القصة لا تتعلق لا سمح الله بالاساءة الى دولة الامارات هذه الدولة العظيمة التي بنت دولة عصرية على الرمال المتحركة فالامارات التي نرتبط بها بعلاقات طيبة كانت ولا تزال وستبقى قريبة من القلب والوجع بشعبها ونظامها واستثماراتها لكن نقد مشروع لا يعني الاساءة الى النظام الحاكم في دولة الامارات .

الاردنيون وتحديدا وسائل الاعلام لها الحق في نقد المشاريع الاستثمارية وتحليل جدواها ومتابعة شؤونها وتسليط الضوء على خفاياها وعلى اسرارها مهما كانت ومهما بلغت قيمتها وجنسيتها ولا نعلم لماذا هذا الحرد والزعل غير المبرر خصوصا وأن الشركة بقيت صامتة ولم توضح حقيقة الاتفاقية الا في هذا المؤتمر وكما أن هذه القضية جرى طرحها تحت قبة البرلمان ومن قبل نواب اللامة مثلها مثل اتفاقية المطار ومشروع سكن كريم ومشروع المفاعل النووي ويا حبذا لو قامت شركة المعبر وأستفادت من شركة آيلة التي كانت تقدم للرأي العام أولا بأول انجازات عن المشروع الهائل من خلال زيارات ميدانية اليه حيث شاهد الجميع حجم الانجاز الذي وصل الى مرحلة الاعجاز فسكت الجميع وشعر البعض بأن المشروع يسير على قدم وساق وضمن الخطة المرسومة له لكن شركة المعبر ومنذ عام 2008 لم تلتقي بالاعلاميين او الصحفيين ولم تضعهم بصورة المشروع وفلسفته والفوائد المرجوة منه .

وأخيرا نقول بان اتهام الصحافة بانها تحاول ابتزاز القائمين على المشروع هو في غير محله وغير منطقي أبداً أما أن تحملنا شركة المعبر الجمايل بأنها إستثمرت في الاردن فهذا غير مقبول لأن دول الخليج العربي دون استثناء لها استثمارات بمئات الملايين ولم نسمع ان احدها هدد بالهروب في حال قام أو قامت الصحافة بنقد مشاريعها ...وكنت اتمنى من القائمين على المؤتمر الاخير لو عقدوه على ارض المعبر في العقبة ولو انهم أجابوا عن الاسئلة المطروحة شكل علمي ومنطقي بدلا من تحويل اللقاء الى منبر خطابة للاشادة بدولة الامارات ومواقفها وسياستها وتاريخها وإنجازاتها فكان ذلك أفضل للجميع.