منتخبنا في البرازيل



الليلة الماضية تابعت على (غير العادة) مباراة منتخبنا الوطني أمام الشقيق العماني ..... ففي الحقيقة أنا لا أميل الى متابعة الكرة الاردنية لسبب بسيط وهو أني أشتم في معظم الاحيان رائحة (عنصرية) نتنة تفوح في الأجواء ، لكن هذه المرة ومن خلال مطالعتي لمواقع التواصل الاجتماعي شعرت أن الامر مختلف قليلا ......

فلسان حال الجماهير التي كانت تتضرع الى الله بالفوز كانت تقول ....... (والله يارب غير نصير نحب بعض بس نتأهل ) ........ (والله يا رب غير نبطل (هوش) في الجامعات بس نتأهل ) ...... (والله يا رب غير نصير (نحب) عبد الله النسور وما نرفضله طلب بس نتأهل ) ..... وعلى هذا المنوال ......

وردني اتصال من ابن خالي (المحامي) تضمّن كلمتين (في الوطنية) دعاني خلاله للخروج من المنزل للمتابعة والوقوف بجانب (الجماهير العريضة) ، استفسرت عن نتيجة المباراة وكانت ما زالت تعادل ....... انطلقنا الى مقهى شعبي لاستقراء الاجواء من نبض الشارع مباشرة .... دخلنا مباشرة واذا بنا في وسط الجماهير .... (دبرولنا) كرسيين بشق الانفس ..... جلست على الكرسي ولفت نظري (مشجع) يجلس الى يميني في حالة يرثى لها ...... يرتدي قميص (مخطط) وفي أسفل القميص وفي منطقة ذروة (الكرش) هناك زر (فاقع) من مكانه .... لم أتمكن من تعديل جلستي بعد حتى كان النتخب يسجل الهدف الاول (سيناريو متوقع ) ..... غير المتوقع أنني تعرضت الى (كف) خماسي بطعم الفرح من (الشب ابو الزرار) أثناء احتفاله بالهدف .... الجميل في الامر أنني كنت سعيد ب(الكف) كرمال الوطن واللحمة التي ألحظها بين أبنائه في تلك اللحظة .....

حينما استفسرت لأعلم من سيلاقي المنتخب في مباراة الملحق أخبروني أن الخيار كان بين ايران وأوزباكستان لكن الامر رسى بنهاية المطاف على اوزباكستان ...... حمدت الله ألفا وأثنيت ألفا ..... ليس خوفا من مستوى الكرة الايرانية المعروف .... ولكن خشيت أن نكون قد حققنا لحمة داخلية أردنية وأننا في الملحق سنذهب الى فتنة طائفية ....

ففي حالة مواجهة ايران سيدعو (سماحته) الى نصرة المنتخب الاردني في وجه المد (الصفوي) الغاشم في المنطقة ، وسيفتي (فضيلته) بفتوى (جهادية نكاحية) لأعضاء المنتخب في مواجهة المشروع (الفارسي) ، وسيطالب دول (المنبع) بتأمين تبرعات للنمتخب الاردني الاعزل .....

أنا أدعو الله في ليلي ونهاري أن يخلص الشام وأهلها من طاغيتها منذ بداية ثورتها المجيدة ، وأن يحقن دماء المسلمين ليتفرغوا للعدو مغتصب فلسطين الحبيبة ، عدونا الذي حدثنا قرآننا عنه جملة وتفصيلا ، ولكني أفزع حين أرى تلك الفتاوي المضللة التي حيكت بليل للمسلمين ، ليصرع بعضهم بعضا .... ولتبقى (اسرائيل) في أمنها وسلامها تنعم ، كنت أتمنى على (فضيلته) أن يفتي بالجهاد ويحشد اليه هناك في أرض الميعاد ...... لا أن يفتي للمسلمين بنحر رقاب بعضهم بينما يتجه هو على متن الدرجة الاولى الى لندن حيث الخضرة والوجه الحسن ......

ومالها لندن برضه بلاد لازمها (جهاد).....

يا ولاد بلدي أتمنى أن أراكم في البرازيل ..... على متن الخطوط الاسلامية الاصيلة ...

محمد حسني الشريف
m.alalbab@gmail.com