هشام الحيصة بين قيود الحرية

قيود منظمة تحمل طابع حضاري مزخرف بمعالم الديمقراطية وحقوق الانسان كما يدعي اصحاب النظريات الفلسفية النظرية هذه الفلسفة التي انهكت الحريات ابتداءاً من تقيد الاعلام الذي يعد العرين الحامي لأي دولة في هذا العالم منتهية بتتالي الاعتقالات الغير مبررة ضد أشخاص حملوا على عاتقهم اعلاء منارة الحق وقتل منابع الفساد بالمطالبة بأبسط الحقوق التي تمكن هذا المواطن الذي اصبح ينقرض تدريجياً نظراً لسياسات الحكومات التي تعتبر جيب المواطن هو الحل الأمثل لسد منبع الفساد الذي انهكنا وجعل لقمة العيش ملاذ تفكيرنا هذه الاساليب طمست كلمة الحرية بمفهومها الصريح وخصوصاً حرية التعبير الذي اخذت من الشارع سبيل واضح لنقل رسالة مؤلمة ارسلت من كل بيت يعاني مظاهر الظلم والاستبداد القهري المستمر ..
هذه العوامل هي التي دفعت أحرار هذا الوطن لإزالة لثام الصمت عن أفواههم بعيداً عن أنانية المطالب معلنة الفكر الواعي في مجابهة الصراع الذي أصبح من اجل البقاء على الاسلوب الدكتاتوري في فرض السلطة على ارادة كل شخص يحمل راية الحراك الشعبي وترك المجال لتلك الدكتاتورية للقيام بدورها في نفث سمومها واشعال الحروب الفكرية بحجة القدرة على الاصلاح الذي اصبح حلم الشارع الاردني الآن

فلو نظرنا الى وجهة هذه الاعتقالات لوجدناها عشوائية عدوانية وبشكل فردي لا اصول لها غير تقييدها لمفهوم الحرية الحضارية وكأنها تعيد لنا حكاية الاستعمار من جديد هذا الاستعمار عاد ليحاكي نفسه من جديد في مرحلة معاصرة عانها فيها الحراك من الاضطهاد الامني المقترن بالولاء السياسي معتبراً نفسه الدواء الشافي لتجميد هذه الاصوات التي تعزف لحن الحرية كلما انتابها الضيق المستمر الذي لا ينتهي بسبب صياغة النظريات التهكمية لتوسيع دائرة النزيف الفكري معتبرتاً ذلك الحراك السلاح الذي يهدد أمن واستقرار هذا الشارع .. فأي استقرار وأي أمان تتحدثون والجوع يقرع بطون أطفالنا ونحن ننتظركم ببهجة الاصلاح المزعوم ..

فيا معشر العقلاء إننا ننزف وننزف بتقييدكم المستمر لكلماتنا الخصبة وستبقى كذلك طالما هنالك اشخاص يعرفون ضالتهم يسيرون بخطى ثابته تتخذ من يمين الشارع زاوية لها تنادي بأبواق الحق تجوب البلاد طولاً وعرضاً تاركة الأثر المقلق لكم لتقول لكم بأننا على موعد قريب لتحقيق العدل الذي أخذتم من الميزان شعاراً له في محاكم لا تعرف غير تطبيق قانونكم على الضعفاء من عامة هذا الشعب .
بقلم الاستاذ ثائر علي
تجمع المعلم الأردني