أبو مازن و"فلسطين" آيدل


لا ندري حقيقة اتصال الرئيس محمود عبّاس «أبو مازن» بالفنان «السوبر ستار» كما يحب ان يُنادى "راغب علامة"، والذي كشف عنه الأخير في حلقة "الجمعة" من برنامج «أرب آيدل».

كل ما ذكره صاحب أُغنية «حبيبة صديقي»، أن الرئيس أبو مازن اتصل به وهو ـ راغب ـ في الطريق الى ستوديو البرنامج وأوصاه خيرا بالمتسابق الفلسطيني

محمد عسّاف.

طبعا ، كنا نتمنى لو أن راغب علامة أخفى «سرّ» المكالمة، كي لا يُقال، وحتما قيل وسيقال أن الشاب عسّاف سيفوز «بالواسطة»، وهو ما لا نتمنّاه من شاب موهوب جدا ويستحق ان يكون مطرب العرب القادم، بشرط ان تتوفر له الظروف المناسبة وان ينجّيه الله من الغرور.

كما اننا كنا نتمنّى لو أن «أبو مازن» لم يتّصل أصلا، ليس لأن معظم الرؤساء لا يفهمون بالفن، بل لأنهم عادة ما «يفسدون» المزاج العام بتدخلاتهم غير الموضوعية، ناهيك عن «عدم ثقة الناس بآرائهم». أقول غالبية الرؤساء والمسؤولين.

وما توقعناه، حدث. فقد بدأت التسريبات والتاويلات ان الشاب محمد عسّاف سوف يكون « محبوب العرب» بقرار «سياسي»، بل وبإجماع « عربي».

وكأن العالم العربي لم يجد ما «يُجْمِع» عليه سوى الأغاني وتحديدا صوت الناشىء محمد عسّاف.

طبعا الرئيس أبو مازن "مثقف" و"محنّك"، ولولا ذلك ما استمر رئيسا طيلة هذه السنوات في ظل ظروف وربيع وخريف عربي.

ولستُ مع القائلين ب «الغمز» من أن هناك و تحديدا اتصال أبو مازن بلجنة التحكيم، من يسعى لخلق جيل «منبتّ» عن قضيته الاصلية قضية فلسطين.

فالواعد محمد عساف، مع اعترافنا بأهمية صوته وأدائه، لكنه لا يعبّر عن «كل» الطّيف والمزاج الفلسطيني سواء في الضفة وغزة او في بلاد الشتات. بالعكس ، كنا نتمنى ان يكون كذلك، على الأقل أفضل من كثيرين لا يعبّرون الا عن أنفسهم وبعض «المؤلّفة جيوبهم».

لكنه ـ عسّاف ـ واحد من الأصوات العربية الشابة التي يمكن ان ترث الاجيال الغنائية الحالية.

نتمنى ـ وقد كررت فعل التمنّي في هذا المقال ـ ،ان تظل الأُمور "محصورة" ببرنامج شبابي فني وان لا تقوده السياسة ولا السياسيون الى «مستنقاعتها ومستنقعاتهم».

واللي على راسه بطحة ، بحسس عليها. أحسن ما يحسس على حدا ثاني!!