اسامه الراميني يكتب : عفو عام
أخبار البلد - مكرمات جلالة الملك لا تعد ولا تحصى وهي متواصلة ضمن مسيرة الهاشميين الذين كانوا سباقين لإقرار قيمة تسامح والعفو من خلال إعطاء فرصة جديدة لكل من أخطا بحق نفسه وبحق الآخرين وبحق الوطن .. والعفو هي سمة الكبار والعظماء والحكماء دوما لأنها تمنح كل مخطئ أو محكوم أو موقوف فرصة لكي يفتح صفحة بيضاء مع نفسه ومع القانون ومع الدولة .
جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال كان وفي كل المناسبات تواقا لإصدار مثل هذا القانون حتى على الأشخاص الذين كانوا يسيئون الظن أو كانوا يتآمرون على الدولة ويشككون في انجازاتها ونشاطاتها وكثير ما كان رحمه الله يصطحب الموقوف أو المحكوم ويصله بسياراته إلى أهله فكان كبيرا وعظيما وحكيما في كل شيء لدرجة أن الدول المجاورة كانت تلوم الأردن على خطواته وتسامحه وعفوه لأنه يحرجهم أمام مواطنيهم وأمام شعوبهم التي كانت مضطهدا ومحرومة من كل سبل العيش .
المعلومات الاوليه الرسمية تؤكد بان السجون تمتلئ عن بكرة أبيها بالنزلاء والموقوفين والمحكومين لدرجة أن إدارات السجون باتت تصرخ من حجم الكثافة ألعدديه والاستيعاب الذي لم يعد يطاق ... والأرقام الرسمية تقول أن هناك أكثر من 8500 شخص قابعون في السجون ومراكز الإصلاح التي باتت تنتشر في كل أرجاء الوطن وهناك أكثر من 100 ألف مواطن أردني مطلوبين للتنفيذ القضائي على قضايا متعددة اغلبها قضايا ماليه وشيكات وتجارة وأشياء أخرى فيما تنظر المحاكم الأردنية بمختلف درجاتها بأكثر من 70 ألف قضية متنوعة ومتعددة .
مع صدور عدد الشاهد اليوم يترقب الأردنيين جميعا وبدون استثناء ما سيقوله جلالة الملك بخصوص الأوضاع السياسية والاقتصادية والحكومية والمالية والشأن الداخلي ... فجلالة الملك الذي قال بأنه لا يأتي يوم إلا ويفكر به بهذا الشعب الطيب وهو حريص دوما على إسعاده والتخفيف عنه وبذل الغالي والنفيس في سبيل كرامة الفرد الأردني وحياته المعيشية التي تمثل كل تفكير جلالة الملك .
وكم أتمنى مثل غيري من الأردنيين ان يتدخل جلالة الملك في خطابه اليوم للإيعاز للحكومة بضرورة المباشرة والمسارعة في إصدار عفو عام عن الجميع حتى يتم منح كل المواطنين فرصة للاستمرار والعطاء والبقاء مع هذا الوطن ... فالعفو العام سيساهم في نزع فتيل الاحتقان والإحباط وسيزيد من مساحة الأمل والتفاؤل لدى الجميع وكلنا ثقة بجلالة الملك الذي جسد أجداده من قبله قيم التسامح والصفح والعفو بكل الصور .