الارهاب بمفاهيمه

الدكتور رايق بريزات
لقد كثر الكلام في تعريف مفهوم الارهاب, وعلى الرغم من كثرة التعريفات التي وضعت لمفهوم الارهاب فلم يقف احد على تعريف جامع مانع لحقيقة الارهاب, وان اي تعريف لهذا المفهوم اذا لم يكن مانع جامع لا يعتبر تعريفا دقيقا, كثير من الباحثين في هذا المجال اشاروا الى ما يقارب مائة تعريف حول مفهوم الارهاب ولكن هذه التعريفات قد خلت من تعريف لمفهوم الارهاب بشكل دقيق حتى يستطيع القارىء ان يفرق بين الارهاب على مختلف مستوياته سواء كان هذا الارهاب هو ارهاب فكري, مسلح, اقتصادي او سياسي. قد يعرف الارهاب هو الاعمال التي من طبيعتها ان تثير الرعب والخوف لشخص ما من خطر ما قادم وبأي صورة كان, هذا التعريف يبين ان هناك خطر قادم ولكن ما هو نوع الخطر هل هو مجموعة مسلحة قادمة لتنفيذ عمليات ضد الاشخاص ام هو خطر اقتصادي يؤدي الى انهيار بلد ما او قد يكون خطر سياسي يثير الرعب والخوف في نفوس الناس مثل الصراعات المضاهرات وغيرها. وقد يكون ايضا الاستخدام المنظم لوسائل من طبيعتها اثارة الفوضى بهدف تحقيق اهداف معينة وهذا التعريف ايضا ينطبق عليه ما ينطبق على التعريف الذي يسبقه.
ان ما نريد طرحه هنا ان الاردن ممثل بصناع القرار استطاع ان يواجه الارهاب المسلح بكافة اشكاله سواء المجموعات الارهابية التي دخلت البلاد وارهبت الناس وحاولت زعزعت امن واستقرار البلاد او المجموعات التي حاولت الدخول, استطاع الاردن بكل حزم واصرار منع اي انعكاسات سلبية من الارهابيين على امن واستقرار الوطن , ورغم امتداد دائرة الارهاب خارج حدودنا الا ان الاردن شدد على ادانة ومحاربة الارهاب المسلح بكافة انواعه, ونحن كشعب اردني نؤيد النظام السياسي بمحاربة هؤلاء الناس ونرفض النهج الذي ينتهجونه بقتل الابرياء.ولكن ماذا عن الارهاب الاقتصادي وما هو الدور الذي لعبته الحكومات المتعاقبة لمكافحة الاهاب الاقتصادي في الاردن اذا كان الهدف من محاربة الارهاب المسلح هو حماية امن واستقرار الوطن, الم يكن الفساد والعبث في اقتصاد الوطن هو من اكبر اشكال الارهاب في العالم عامتا والاردن خاصة, الم يكن الارهاب الاقتصادي هو الارهاب الذي يجعل امن واستقرار البلاد في مهب الريح, رغم ما قام به الاردن من انجازات بحماية امن البلاد من المجموعات الارهابية المسلحة الا انه اخفق بحماية نفسه من المجموعات التي سرقت ونهبت خيراته. ان الحراك الشعبي في الاردن يطالب منذ عامين ونصف العام بمحاربة الفساد ومحاكمة المفسدين الا ان الحكومات المتعاقبة على السلطة ضربة هذه المطالبات بعرض الحائط, رغم ما يشار ان هناك ملفات فساد في هيئة مكافحة الفساد تزيد عن 5 مليارات دينار ولكن تم التحفظ عليها في حين ان الدكتور عبدالله النسور يصر بكل قواه على افراغ ما تبقى من ملاليم في جيوب الفقراء للسداد عجز الموازنة لم يكتفي دولته بتحرير الاسعار وتعويمها بل يريد المزيد من افقار الشعب وهلاكه من اجل تنفيذ مشروع ما. ان الارهاب الاقتصادي في الاردن الذي مورس ويمارس ضدالشعب هو اخطر من ذاك الارهاب لان الارهاب المسلح قد يقصد مجموعة معينة من الناس بل الارهاب الاقتصادي يقصد المجتمع باكمله ويهدد استقرار البلاد على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ان مفهوم الارهاب سواء كان المسلح منها او الاقتصادي لا يمكن فصلهم عن بعضهما لان الكل منهما يرهب الناس ويهدد استقرار البلاد وامنها.