الغرب يستغل الاسلاميين لحرقهم وادخالهم جهنم!


ما حمله ما يُسمّى بالربيع العربي، من كوارث على العالم العربي والإسلامي، جعل العقل العربي يُصاب بالصدمة، الأمر الذي أعاد النقاش على مستوى واسع للغاية، حول ماهية هذا ‘الربيع′ وصُناعه والأدوات التي استعملت لتنفيذ أجندة هذا ‘الربيع′، وبالنظر كما قُلنا لنتائج ‘الربيع′، والذي كانت حمراء إلى أقصى الحدود، جراء النزيف الدموي الذي رافق ولادة ‘الربيع′ والذي لا يزال متواصلا إلى يومنا هذا في شتّى الدول التي هبّت عليها عواصفه، كمصر وتونس وليبيا وسورية.. قلنا بالنظر إلى هذه النتائج، تأكد غالبية المُتتبعين، والمُحللين، أن الربيع حمل إلينا ‘ديموقراطية حمراء’ وأنه وعوض ما كانت تتأمله الشعوب فيمصر وتونس وليبيا بالأخص، من انفتاح على الحريات وحقوق الإنسان، صُدمت وبقوة، بالزعماء الجدد الذين خرجوا من رحم ‘الربيع′ الذين تحوّلوا إلى ديكتاتوريين من الطراز العالي، لا يفهمون سوى لغة ومنطق إلغاء الآخر، وتكميم الأفواه ولو إقتضى ذلك اللجوء إلى قتل المتظاهرين المطالبين بالوفاء بعهود ووعود هذا ‘الربيع′.

شخصيا كنت من الأوائل الذين حذّروا ممّا نعيشه اليوم، ومنذ الأيام الأولى لبدء تنفيذ مُؤامرة الربيع العربي، وكان والدي رحمه الله المجاهد جمال الدين حبيبي، قد كتب موضوعا تحت عنوان ‘تحالف ضد الطبيعة بين القاعدة والصليبيين والخليج.. تقاطع المصالح يُقطع ليبيا ويُحضر لتقطيع أوصال العرب’ نُشر ببعض المواقع الإلكترونية بتاريخ 17 أفريل ‘أبريل’ 2011، تساءل فيه عن سرّ تحالف الغرب المسيحي مع تنظيم القاعدة ومشيخات الخليج، ولم يتمكن البعض من فهم ما أثاره المرحوم جمال
الدين حبيبي، لكنّني اليوم على يقين تام بأن ما قاله قد تجسّد بشكل واضح، إلى درجة
أن الولايات المتحدة الأمريكية، وصلت إلى مرحلة جدّ متقدمة من الحرج تُجاه هذا
التحالف الشيطاني، ولم يكن أمامها من حلّ سوى تطليق جماعة جبهة النّصرة في سورية ووضعها على قائمة الإرهاب، لتحاشي المُساءلة التاريخية، عن جرائمها التي إرتكبتها بالتعاون مع الإرهابيين والوهابيين وبيادقها من عرب وعثمانيين جدد، بحق عشرات الآلاف من المدنيين في ليبيا وسورية ومصر وتونس واليمن وغيرها، وهنا يجب أن أنوّه إلى أنه لولا الضعفاء في داخل هذه البلدان لما تمكّن الحلف الشيطاني من تنفيذ مُؤامراته، وأخصّ بالذكر هنا الجماعات ‘المُتأسلمة’ التي وظّفت الدين الإسلامي الحنيف لتمرير المُؤامرة، فإن نحن عُدنا إلى ما وقع في ليبيا، لوجدنا أن ‘الإسلامويين’ هم من نفّذ المُخطط الشيطاني، وفي تونس ومصر، نجح إخوانهم من الإخوان المسلمين في رُكوب الثورة والإستيلاء على السلطة، بدعم مُباشر من الخليجيين، وفي سوريةتجلّت الحقائق بشكل أكثر وضوح، حيث لم يعمد الإسلامويون إلى التعاون بشكل مُباشر مع الصهاينة، بل إنهم أصبحوا يسيرون في نفس خطّها ويُثنون عليها ويعدونها بالقضاء على المُقاومة في لبنان التي ألحقت أكبر هزيمة بالعدو الصهيوني، فهؤلاء الإسلامويون، الذين أنتجتهم المخابر البريطانية، للوقوف في وجه المدّ القومي العربي، نجحوا وللأسف ليس في تمكين الغرب والصهاينة من التحكم في مصير الشعوب العربية والإسلامية، بل إنهم نجحوا في تشويه صورة الإسلام لدى الرأي العام العالمي، وبالتالي حقّقوا الهدف الرئيسي للمشروع الصهيو – أمريكي. وما دام أن الوجه القبيح والخائن لجماعات الإسلامويين قد انكشف، فيتوجّب على عُلماء المسلمين الإفتاء بتكفيرهم، وتكفير علمائهم لإباحة الإستعانة بالصليبيين لمُحاربة المُسلمين الذين كفّروهم بفتاوى مدفوعة الأجر.

وهنا يتوجّب عليّ أن أُحذّر مرّة أخرى من المُؤامرة التي تُحضر في الجزائر،
والتي يُراد من ورائها تمكين جماعات الإسلام السياسي، من السيطرة على السلطة في الجزائر. 
بدأوا فعلا في تنفيذ المُؤامرة في الجزائر، وهو ما تأكدّ أكثر مع الزعيم الحالي لحركة حمس عبد الرزاق مُقري، الذي انطلق في تنفيذ المرحلة الثانية من المُؤامرة، عبر تصريحاته التي تهدف إلى المساس بسمعة ومكانة بعض المُؤسسات السيادية في الجزائر، بغرض تحضير الأرضية المُناسبة لتمرير مشروع المُؤامرة، وهنا يحضرني ما قاله أحد قياديي ‘حمس′ لوالدي جمال الدين حبيبي سنة 2001، بأن الإسلاميين سيستولون على السلطة في الجزائر سنة 2012 !؟ فبكلّ تأكيد أن هؤلاء الإسلاميين المُتأسلمين، كانوا على إطلاع ببعض تفاصيل المُؤامرة منذ أكثر من 10 سنوات، لكن ما وقع في سورية المُقاومة، التي نجح شعبها وجيشها وقائدها في إفشال أعتى حرب عالمية على سورية، هو ما أخلط حسابات المُتآمرين والإسلامويين في الجزائر، فسورية وكما قلت ذلك مرارا وتكرارا، هي من سيُعيد رسم الخارطة الإقليمية وحتى العالمية، وهي من ستعود أقوى ممّا كانت عليه قبل المُؤامرة، واليوم وقد انكشف حجم التآمر ومُهندسيه وأدواته، فهل يُعقل أن نترك أدوات التآمر في الجزائر تُعيدها إلى سيناريو العشرية الحمراء، 

أذهب أبعد من ذلك، لدعوة الجزائر وسورية ومن يسيرون في فلكهما القومي، إلى إعلان الوفاة الرسمية لجامعة الدول العربية، وتأسيس هيكل جديد، وبرأيي أنه لا مجال اليوم لمُمارسة النفاق السياسي، أو ما يُسمّى بالبروتوكول، فالمُؤامرة إنكشفت، وأدواتها في العالم العربي أثبتت محدوديتها وجهلها بالإستراتيجيات، ولا بدّ عليها أن تنمحي وتزول، ما دام أن اللعب اليوم لا يُشارك فيه إلا الكبار، من أمثال سورية، والجزائر، والعراق، وإيران والحركات المُقاومة التي لم تُساوم ولم تبع القضايا في الفنادق.