القرضاوي وكذبة رجل الدين


كلما يجتمع رجال دين في قضية سياسية يثير ذلك فزعي ، لأنهم لايجتمعون على حق دائماً وفي الغالب وشاهدي على ذلك تلك الدعوة التي تبنوها في الجهاد في البلاد السورية ، دعوة ما أنزل الله بها من سلطان بل جاءت لتقف بوجه شعب سوريا هذا الشعب المسكين الذي يحارب في النيابة عن الغير حرب تكرس فيه الإنفصال والكراهية والتدمير ، ولقد كان للقرضاوي هذا الشيخ الخرف الدورالرئيس في ذلك كما له الدور الواضح في تأليب الناس بعضهم على البعض الأخر.

القرضاوي هذا منذ مدة وهو يحمل سيفه ويناكف ويشاهر ويجاهر بالعداء للشيعة ، من غير حق سوى الغيرة والحنق واللؤم ، مع إن الحكمة تقتضي منه ومن غيره ممن يدعون الإسلام الدعوة للصلاح والإصلاح والوحدة بدل التنافر والتنابز ، طبعاً هذا إن كان مؤمنا ومعترفاً بحق السماء ورسالة الله ، في سوريا يتطاحن الأخوة ويتقاتلون على لا شيء بل هم راكسون جميعاً في الفتنة والظلم والبغضاء ، أهل سوريا يحتاجون من يلم شملهم ويرتق فتقهم لأن مايجري ليس ثورة بل نكسة وتدمير وفناء ، وفي كل مرة كنا حذرين من المأل ولذلك كنا ننبه أبناء سوريا ليكونوا معاً في صف واحد يعالجوا مشكلاتهم وهمومهم بعيداً عن الأعراب والعربان وبعيداً عن السواقي وخدم السلطان.

كنا نريدهم أحراراً غير منحازين وغير مندسين كنا نريدهم أن يتقوا شر دعاة الفتن من وعاظ السلاطين والجهلة ، كنا نريد لهم أن يتقدموا ويحملوا راية الحرية من غير أحقيات ومن غير دعاوى وزيف وبطلان ، كنا نعرف إن الحرب في سوريا ستطول وتطول كثيراً وستحرق كل الأخضر وكل اليابس ، فالثورة فقدت روحها وبريقها وعنفوانها وأصبحت أسيرة تحت ظل دعاوى وفتاوى رجال التزييف من الوعاظ المتخلفين.

لقد رأينا كيف تشوه الإسلام بفعلهم وكيف تشوهت الأهداف وكيف تنسف القيم وكيف يحتقر الإنسان ، وكنا على الدوام حذرين من إدخال الدين في السياسة لأن عاقبته هي كذلك ، فتن وطوائف وزيف وخداع ، أهل سوريا كانوا أشد الناس حرصاً وحباً وتوقاً للحرية وللعدالة وللسلام ، لكن هذا كله قد تبدد بفعل مايجري من قتل وتقسيم وتصنيف وتوزيع للمناطق وللبشر ، سيخسر القرضاوي هذه المرة المنافسه لأنه ينفث بالكير ويألب بأسم اللات كل العصبيات القبلية ، سيخسر الدنيا كما هو خاسر للآخرة بكل تأكيد ، لكنني أثق برجال الدين المخلصين الشرفاء أثق بعزيمتهم وحرصهم على الوحدة وعلى قول الحق وعلى تجاوز القرضاوي وخرافاته .

سوريا تمر الآن بأخطر مرحلة من تاريخها وهي في ظل هذا الأحتراب سوف لن تكون هناك سوريا إن طال المدى ، وسنصبح على قطع متنافرة من طوائف وأحزاب وجماعات وملل ، إن كان هذا الذي يريده القرضاوي فقبح الله صنعته ، سوريا تئن من جراح الحرب القذرة وهي اليوم مسرح لمن هب ودب من جناة التاريخ يفعلون بها مايشاؤون فلايجوز لأهلها التحارب في النيابة عن الأغراب دعاة الفتنة والقتل ، إنني أحذر من كل الذي يُراد لسوريا وأحذر شعب سوريا مما يخطط لهم بالخفاء ، وأدعوهم للكف والتوقف ومراجعة النفس وشجاعة الموقف وإرادة المستقبل فمصيرهم يجب ان يكون بأيديهم لا بأيدي الغير ، وليحذروا القرضاوي ومن على شاكلته من الجهلة والمتخلفين أنصاف الرجال …