أجندة الإخوان المخفية مكتوبة بـ «العبري» ..!


لم تكن هتافات الاخوان المسلمين ومن اطلقوا على انفسهم ائتلاف العشائر الاردنية في مسيرة الحسيني هذه الجمعة
 مفاجئة. فمن قرأ المشهد وترتيباته داخل « الجماعة « اواخر الاسبوع يعي تماما ان سقف الشعارات لن يختلف عن تلك التي اطلقوها في ميدان التحرير في بداية الربيع العربي في مصر، والسبب « العزلة « التي دخلوها بسبب اجنداتهم الخاصة التي هندسها تنظيم الاخوان الدولي في الشقيقة القاهرة.
وائتلاف العشائر الاردنية الذي لم يعرف له رأس من رجلين لم يكن اكثر من بدعة « اخوانية « هدفت الى انتاج صورة « مزيفة « مفادها ان العشائر الاردنية انقلبت على النظام.
ما جرى في المسيرة كشف الاجندة الحقيقية لاصحاب القرار في جماعة الاخوان المسلمين الذين ظلوا يتظاهرون بالود الى النظام تحت هتاف « الاصلاح « خلال الاعوام الثلاثة الماضية، ويبطنون مخططهم الحقيقي الذي لا يستهدف رمز الدولة وانما تاريخها المتمثل برسالة الثورة العربية الكبرى.
ان « عبرنة « ثورة الاحرار الاردنيين، ونعتها بالصفة التي يكرهها الوطنيون الشرفاء ما هي الا اساءة مباشرة ومقصودة ليس لقادة هذا التغيير الذين نشلوا بلاد الشام من الظلمات ووضعوهم في النور، وانما لكل العشائر الاردنية المجيدة التي كانت جنبا الى جنب في هذا النضال.
وباستهداف سحيجة الاخوان للنظام مباشرة والتطاول على دماء شهداء الاردنيين والعرب التي سالت في الاردن وسوريا والعراق من اجل نهضة الامة، يكون قد تبين الرشد من الغي، وان التقية السياسة التي 
مورست في مسيرات الحسيني وغيرها السابقة خرجت بفعل ايمان الاردنيين بخارطة طريق مليكهم لمزيد من الامن والاستقرار الذي غدا عدوا واضحا لكل من كان يصدح بتشويه ثوابت الاردنيين علنا وتحت الحراسة الامنية المشددة.
فتنة جديدة يحبطها رجال الامن بكظم غيظهم ضد هتافات، مست رمزهم وثورتهم التي هي وقود بسالتهم، من اجل الاردن ومنجزاته ومن اجل قيادته وشعبه، ومن اجل تلك الرسالة التي احترمها العدو قبل الصديق في العالم والمحافل الدولية. فهم الذين احتلفوا قبل ايام بذكرى ثورة الاردنيين والعرب الكبرى ويوم الجيش وعيد جلوس المليك على كرسي العرش، وهم حراس الديمقراطية الذين نرفع قبعاتنا لهم احتراما وتقديرا لجسارتهم في حماية « خارجين عن الثوابت « رغم بشاعة ما واجهوه من استفزاز لجرهم الى تلك الفوضى التي احبطها الاردنيون بصبرهم وثقتهم بانفسهم وقيادتهم.
المتحركون من المسجد الحسيني الى ساحة النخيل قرروا الدخول بمواجهة مباشرة مع الغالبية الاردنية التي انتجت مجلس النواب السابع عشر والذي يفترض على اعضائه ان يبداوا حراكهم لوضع النقاط على حروفها.
لم يعد هناك مخفي تحت الطاولة، فاللعب اصبح على المكشوف، وعلى مجلس النواب ان يتحرك لحماية خيار الغالبية الاردنية التي رفضت الشارع واختارت صناديق الاقتراع لتحقيق الاصلاح الشامل.