يا دولة الرئيس عليك بحيتان شهر رمضان المبارك!!!


(كان) وكان فعل ماض ناقص , المجتمع يفرح بقدوم شهر رمضان المبارك لأسباب عديدة ربما كان من أهمها : نيل الثواب والأجر الذي يتضاعف في مثل هذا الشهر , ثم طقوس قيام الليل والنهار وطقوس الأكل والشرب في مثل هذا الشهر العظيم , كان المجتمع يفرح لطقوس العيد الذي يأتي مباشرة بعد انتهاء شهر رمضان المبارك , بقدوم شهر رمضان المبارك كانت (كان وأخواتها) يجتمعوا على مائدة واحدة لتناول وجبة الإفطار والعصائر والحلوى المتنوعة والبسيطة والرخيصة . هذه الأيام للأسف الشديد تفرقّت (كان وأخواتها) , وأصبح شهر رمضان المبارك مبعث قلق لدى الأسرة والمجتمع , لم تعد طقوس شهر رمضان المبارك كما كانت عليه , لقد فرقّت الأسعار كل شيء , حتى كاد بها أن يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيـه , لقد فرقّت الأسعار كل شيء , لترى الناس سكارى و ما هم بسكارى .

 والسؤال الرمضاني الأول المطروح ليس ما هو حكم كذا وكذا ؟ إنما هو حول من الذي فرّق بين (كان وأخواتها) من مائدة تناول وجبة الإفطار الرمضانية في هذا الزمان ؟ من الذي جعل شهر رمضان المبارك مبعث قلق لدى الأسرة والمجتمع ؟ من الذي يريد إلغاء من الأعياد فرحة الأطفال ؟ من الذي يريد تضييق قنوات ومنافذ صلة الرحم بين الناس ؟ الجواب معروف لدى الجميع , الجواب هم حيتان هذا الزمان , الحيتان البشرية ! نعم حيتان هذا الزمان , هم الحيتان البشرية , حيتان الأسعار الملتهبة , حيتان الاستغلال , حيتان الجشع , حيتان الاحتكار , حيتان مص الدماء , هؤلاء الحيتان قد حجزوا مكانا لهم في جهنم في الدرك الأسفل , مثلما حجزوا وحبسوا وأخفوا السلع والبضائع والمواد التموينية من الأسواق عن أعين الفقراء , هؤلاء الحيتان جوعّوا وعطّشوا خلق الله , في أفضل شهر عند الله , وهو شهر رمضان المبارك , لقد جهز هؤلاء الحيتان البشرية دفاترهم ليسجلوا عليها أعلى سقوفا للربح , لقد مسح هؤلاء الحيتان البشرية الأسواق قبل حلول شهر رمضان المبارك , لقد عرف هؤلاء الحيتان البشرية من أين تؤكل الكتف إن بقي كتفا يأكل , لقد اخرج هؤلاء الحيتان البشرية (نون النسوة) من المطابخ المنزلية , لقد شنق هؤلاء الحيتان البشرية (واو الجماعة) من موائد الرحمن التي تقام في شهر رمضان المبارك . 
 
وهنا نتمنى على دولة الرئيس قائلين : يا دولة الرئيس عليك بحيتان شهر رمضان المبارك , عليك بمحاربة جميع صور الاحتكار , عليك بدراسة أخطار الاحتكار , عليك اخذ بعين الاعتبار وسائل معالجة الاحتكار , من خلال تشكيل اللجان والفرق المعنية , قبيل حلول شهر رمضان المبارك , لكن في المقابل نبارك لتجّار السلع والبضائع والمواد التموينية الذين عندهم مخافة الله , وأن قلة أعدادهم , الذين خططوا لهوامش ربح معقولة , هؤلاء القلة القليلة نفوسهم مطمئنة , هذه الأنفس سترجع إلى ربها راضية مرضية لتدخل في عباد الله وجنته , لأنهم سهلّوا ويسّروا أسعار السلع والبضائع والمواد التموينية على الفقراء في شهر رمضان المبارك . . .