أهالي الديسي: إغلاق مزارع الجنوب يؤثر في حياتنا الاجتماعية والاقتصادية

 

أخبار البلد
عبر أهالي وسكان المجتمعات المحلية المحيطة بمنطقة الديسي عن استغرابهم من قرار الحكومة الأخير بإغلاق مزارع الجنوب؛ لما له من تأثير سلبي في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، الى جانب التأثير السلبي في الاقتصاد الوطني، والاضرار بالمناخ الاستثماري المحلي بشكل عام.
وقال عوض حسين السالم المزنة أحد مربي الاغنام في المنطقة، إن كل اهل حوض الديسي يستفيدون من المزرعة، فبقايا المزروعات ترعى بها الاغنام، ونستفيد من جمع حبات البطاطا ذات الاحجام الصغيرة لاستهلاك بعضها وبيع الفائض عن الحاجة، مؤكدا ان هذا الوضع يتكرر في كل المواسم بين الصيفي والشتوي.
وتساءل راعي أغنام آخر من منطقة المريغة: "اذا راحت المزرعة وين نرّتع.. هناك مزارع خاصة بالمنطقة لا نستفيد منها، ولا نسترجي نقرب منها".
ويستفيد اهالي المنطقة من شراء كميات كبيرة من انتاج الشركة من مادة البرسيم ليتم أعادة بيعها للمستهلكين وبقيمة اجمالية تصل نحو 5ر1 مليون دينار سنويا، وأسهمت الشركة لأكثر من عقدين في زيادة الانتاج الزراعي الوطني، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي الى 3 بالمئة سنوي.
من جهته، تحدث مدير عام شركة رم الزراعية سجال المجالي عن الانجازات التي حققتها المزرعة واسهاماتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ودعم الثروة الحيوانية.
وقال المجالي في اثناء جولة للصحفيين على مزرعة رم في منطقة حوض الديسي، اكبر المزارع المنظمة في المملكة، إن الشركة لم تتبلغ اي قرار رسمي بوقف العمل "لكن ما تم نشره في الصحف المحلية، عطل قرارات استراتيجية في الشركة أبرزها التحول الى الطاقة النظيفة، كما أنه أثر سلبا في مشروعات ريادية في تجارب أصناف زراعية جديدة".
وأضاف ان المزرعة مستمرة في انتاج المحاصيل الزراعية من خضار وثمار واعلاف، وتقوم بدورها في تعزيز قدرة المملكة على تحقيق الاكتفاء الذاتي في محاصيل استراتيجية لغذاء المواطنين، سواء من خلال الخضروات او بتأمين الثروة الحيوانية بمصادرة غنية من الاعلاف.
وبحسب المجالي، فإن المزرعة تركز انتاجها حاليا على الخضار مثل البطاطا والبصل، واحيانا البطاطا الصناعية التي يتم انتاجها حسب الطلب في السوق المحلية، وتقوي البطاطا للزراعة، الى جانب البرسيم والذرة العلفية (السيلاج) الغذاء عالي الجودة للأبقار سواء الحلوب او اللاحم، والانتاج الشجري مثل الدراق والخوخ والمشمش والتفاح والاجاص والعنب.
وقال المجالي إن منتجات المزرعة من الخضار والفواكه، حازت الشهادة الاوروبية "الممارسات الزراعية الحسنة" (يورو جي ايه بيي) لإدارة الجودة وسلامة الغذاء.
وأكد أن المزرعة تختص بزراعة الخضار من بصل وبطاطا "وباقي الانواع لا يتم زراعتها حتى لا تنافس الشركة المزارعين والمزروعات في مناطق زراعية اخرى في المملكة".
ولفت الى ان مزرعة رم تضم نصف مليون شجرة فواكه بين اشجار الحلويات من الدراق والمشمش والخوخ والاجاص والعنب والتفاح، وأن المزرعة، بما فيها من اشجار وزراعات حقلية وتجارب على انواع جديدة من النباتات، تعد أكبر نشاط زراعي منظم في المملكة.
وردا على سؤال عن توقف المزرعة عن زراعة القمح حسب الاتفاقية التعاقدية مع الحكومة منذ عام 1986، قال المجالي إن الحكومة هي التي طلبت وقف انتاج القمح والتحول الى زراعة الخضار، وذلك بعد عزوفها عن استلام كميات القمح الموردة لصوامع الحبوب "وهذا تثبته مراسلات الشركة لوزارة الصناعة والتجارة المسؤولة عن التموين وصوامع الحبوب".
ولفت الى أهمية المزرعة للنشاط الاقتصادي والاجتماعي في المملكة، حيث يتم شراء مستلزمات الانتاج كافة من اكياس خيش ونايلون للبطاطا والبصل وكذلك صناديق البولسترين والكرتون، والاسمدة والمبيدات الحشرية، من السوق المحلية، الى جانب استفادة المجتمع المحلي من العمل والانتاج وبقايا المزروعات التي يستغلها مربو الماشية بالرعي لما يزيد على نصف سنة في العام الواحد.
ويلتف حول مزارع رم عدد من سكان بيوت الشعر ومربو الاغنام والماعز وكذلك الإبل.
وحول امكانية التخفيض من تكاليف الانتاج، قال المجالي ان المزرعة شرعت في التخطيط لمشروع الحصاد الشمسي باستثمار القيعان التي لا تصلح للزراعة، وفيها نسبة سطوع شمسي مرتفعة على مدار العام؛ وذلك لتعويض كميات الكهرباء التي تستهلكها الشركة والتي تصل الى نحو مليوني دينار سنويا، ولضمان انتاج طاقة نظيفة تعمل على تكامل النظام البيئي الذي توفره المزرعة.
وحول استهلاك المياه، قال مدير عام المزرعة إن العقد الموقع مع الحكومة حدد كميات استهلاك المزرعة من المياه بحد أعلى 35 مليون متر مكعب سنويا، لكن المزرعة لا تستهلك سوى 20 مليون متر مكعب؛ وذلك بسبب استخدام تقنيات متطورة في الرأي.
وأضاف ان ما اسهم في بقاء كميات استهلاك المياه بنسبة 57 بالمئة من المتعاقد عليه هو تخلي الشركة عن مياه 8 ابار لتروي العقبة، اهم المراكز السياحية على مستوى المملكة والمنطقة بالمياه.
وتنتج مزارع رم سنويا نحو 15 الف طن من البرسيم الذي يشكل حوالي 75 بالمئة من الانتاج المحلي و50 بالمئة من حاجة البلاد، بالإضافة للسيلاج (الذرة العلفية) حيث تنتج سنويا حوالي 20 ألف طن تمثل 82 بالمئة من الانتاج المحلي، وحوالي 40 بالمئة من حاجة البلاد.
يذكر أن الحكومة كانت قد طرحت مشروع انتاج الحبوب والاعلاف في عام 1985 للاستثمار من خلال عطاء عام، بعد أن كان هذا المشروع متعثرا، حيث فازت به شركة رم الزراعية بموجب قرار من مجلس الوزراء في عام 1986 وتم تنظيم اتفاقية لبيع موجودات المشروع للشركة وتأجيرها الاراضي، وتمتد مزارع رم على مساحة 23 الف دونم بعد استبعاد الارض البور والقيعان والجبال التي لا تصلح للزراعة، وتضم اكثر من 500 الف شجرة يعمل فيها اليوم اكثر من 120 موظفا اردنيا منهم 70 موظفا من اهل المنطقة.