كلام حول أزمة العلاقات الإنسانية

عند تقييمنا للعلاقات الإنسانية لا يمكن تحييد عناصر:
الغيرة، والحسد، والطمع، والجشع، والتسلط، والجهل، والحكم المسبق أو لنقل سوء التقدير أو التقييم، التقلّب، وحب الذات أو تفضيلها (النرجسية)، والمنافسة، والإدمان على النميمة، والإستغابة ،والثرثرة، والفوارق الإجتماعية، والعقد النفسية بل الأمراض النفسية مثل الإكتئاب وإنفصام الشخصية والشك، وعدم الثقة بالنفس، وجرعات العاطفة أو العقلانية، وجودة الثقافة، وجودة الإدراك، والخبرة في الحياة، وأحيانا العمر، والكذب، وسوء تفسير ما يعنيه الآخر حقيقة، وثوابت مسببات العنف، وفوق كل ذلك حالة الإيمان الحقيقي فينا وفي الناس، وغير ذلك من العناصر كثير، وهي تعتبر وقود محركات الغرائز الدونية، ومستهلك كوابح الغرائز بدون رحمة.

تكمن المشكلة الحقيقية في أن معظم الناس يتغاضون عن إجراء تمرين العزو السببي، بل لا يرون التشوهات أو لنقل السلبيات في دواخلهم (معظمها تسكن النفس دون ممانعة أحيانا، وبلا إرادة في أحيان أخرى)، ويعتقدون بأن الطرف المقابل أقل ذكاءا وهو وحده الذي تغلب على سماته جميع أو بعض ما قد ذكر آنفا، ويدور الجميع (تقريبا) في حلقات مفرغة، وينجم عن ذلك أزمات في العلاقات الإنسانية (في العمل وخارجه).

هنا يأتي دور التعمق في مسائل الدنيا والآخرة كملاذ آمن لإنقاذ الموقف.