النائب الخلايلة واللعب في الوقت الضائع


حسناً، لست من الإخوان المسلمين، وأعتقد جازماً أن لدى «الإخوان» أدواتهم الإعلامية للرد على أي تعليق أو تصريح يهاجمهم أو يسيء إليهم.
لكن تصريحات النائب المحترم رائد الخلايلة الأخيرة التي جاءت على مدار يومين متتاليين كانت مثيرة للتساؤل، خصوصا أنها جاءت متأخرة عن سياقها وغير مفهومة، وكأنها جاءت في الوقت الضائع والحكم يستعد لإطلاق صافرة النهاية، أو مثل الذهاب للحج والناس راجعة.
وأنا شخصياً أتابع النائب الخلايلة، وأثارت بعض مواقفه النيابية إعجابي، خصوصا موقفه من الاعتداء عن المسجد الأقصى، لكن وجدت تصريحاته ضد الحركة الإسلامية مستفزة ومبالغاً فيها إلى حد يصعب فهمه.
وإذا كان النائب الخلايلة قد استفز من قبل مسؤول القطاع الشبابي في حزب جبهة العمل الإسلامي المهندس سائد العظم، الذي انتقد تواجد النواب في فنادق الخمس نجوم بينما الأمور تشتعل في معان، وذلك لدى إعلان تقرير أداء مجلس النواب السابع عشر في المئة يوم الأولى.
فإن التهم والشتائم التي ساقها النائب الخلايلة إلى مجموعة مهمة في تاريخ الأردن وكانوا دائما مصدر استقرار للوطن، وإلى حزب يعمل تحت مظلة القانون والدستور الأردني، كانت مثيرة للدهشة ومستغربة من نائب رفض الجواز السفر الأحمر والنمرة الحمراء لسيارته، وطالب الأردن بإعلان الحرب على «إسرائيل».
الخلايلة وصف حزب العمل الإسلامي بالحزب الجبان؛ لأنه لم يشارك في الانتخابات الأخيرة، وهو وصف غريب في السياسة؛ لأنه بنى بناء على مقاطعة الحزب للانتخابات وهذا قرار خاص بالحزب وبحساباته، ولا يحق لأحد التدخل فيه، لأن الشجاعة تتطلب المشاركة كما تتطلب المقاطعة وفقاً لقناعة الحزب أو الشخص.
واتهم الخلايلة الإسلاميين في الأردن بتنفيذ سياسات وأجندات غير معلومة المصدر، شاناً هجوما لاذعا على ما ارتكبوه من «استعراضات عسكرية» في وسط البلد! خلال مسيرة لهم أقيمت في وقت سابق.
ولا نعرف بالضبط ما هي الاجندات التي قصدها النائب المحترم! وكما تمنينا لو ذكر لنا واحدة منها، والاستعراض الذي وصف بـ»العسكري» هو استعراض كشفي شاهدناه في مهرجانات «الإخوان المسلمين» عشرات المرات، وتحديدا في أثناء الانتفاضة الأولى والثانية، كما أن فترة زمنية تتجاوز الشهر ونصف الشهر تفصل بيننا وبين الحدث الذي كتبت حوله إحدى الصحف الرسمية نحو 12 ألف كلمة -وفقا لبحث أعدته الباحثة سوسن زايدة-.
ويذهب النائب بعيدا في تصريحات صحافية قائلا: «إن الإسلاميين يحاولون تصدير أزمتهم، وما قام به أقرانهم في مصر إلى الأردن، وهذا لن يحدث، وإذا ما فكروا بالتأثير في أمن البلد، فإنه «سيدوس على خشم أكبر رجل فيهم»!!
كيف يحاول إخوان الأردن تصدير أزمة مصر إلى الأردن! نتمنى أن نسمع من النائب الخلايلة إجابة شافية واضحة في هذا الشأن، وإذا كان هناك مخطط لتصدير الأزمة فلماذا السكوت عنه حتى الأن! وينفي الخلايلة أن يكون في جملته السابقة أي تجريح، ونتساءل: «عندما تريد أن تدوس على خشم أكبر رجل فيهم»، ماذا
تسمى ذلك؟!
هذه زلة لسان ما يجدر أن تصدر عن نائب وطن يمثل قائمة وطنية، وهي إهانة وجهت لرجال دين وشيوخ وسياسيين ونواب وأعيان ورجالات دولة سابقين دون وجه حق، ودون مبرر مفهوم.
وفي الواقع لم أفهم تصريحات النائب لاحقاً حين طالب الإعلام بالحرص على النقل الصحيح الأمين، مؤكدا انه لا يريد التصعيد مع الإسلاميين؛ لأنه غير حزبي وهم حركة منظمة.
كل هذا الهجوم والتهديد، ولا يريد سعادة النائب التصعيد! ولماذا التصعيد!
سعادة النائب.. إن جل ما يسعى إليه الحراك الشعبي والشبابي والعشائري والحركة الإسلامية هو الإصلاح ومحاربة الفساد، وكشف الفاسدين، ولم نسمع منهم غير ذلك. ولم أسمع أحدا منهم تحدث أو نشر ما يفيد عكس ذلك، وهم أكثر حرصا على أمن وطنهم، والدليل على غيرتهم على وطنهم مواصلتهم للخروج كل جمعة للدفاع عن الوطن.
نتمنى أن يكون ما صدر عن النائب الخلايلة كان في لحظة غضب، وليس قناعة رسخت في ذهنه.