الظلم و شؤمه

 
اتمنى ان اموت و القلم بيدي ... فإذا انتزعوا القلم مني كتبت بلساني .. فإذا قطعوا لساني كتبت بإشارات من اصابعي .. و اذا ذبحوا اصابعي كتبت بانفاسي .
يحكى ان المعتضد بالله نام نصف النهار بعد ان اكل ، فانتبه منزعجا فقال للخدم اعيونني و الحقوا بالشط باول ملاح فاقبضوا عليه و ائتوني به فاسرع الخدم فوجد الملاح في سفينة فارغة فقبضنا عليه و احضر للمعتضد فصاح عليه المعتضد بالله صيحة عظيمة و قال اصدقني يا ملعون مع المرأة التي قتلتها اليوم ، فقال الملاح نعم نزلت امرأة لم ار مثلها و عليها ثياب جميلة و حلي و جواهر فطمعت فيها و احتلت عليها حتى سددت فمها و اغرقتها و اخذت جميع ما كان عليها ، و اقام الحد عليه ثم امر ان ينادى ببغداد من خرجت له امراة الى المشرعة الفلانية و تم ارجاع الجواهر لاهل المرأة .
فسال المعتضد يا مولاي من اعلمك ، قال بل رايت في منامي رجلا شيخا ابيض الراس و اللحية و هو ينادي يا احمد اول ملاح اقبض عليه و قرره عن المرأة التي قتلها اليوم ظلما .
فيتعين على كل ولي امر ان يعدل الاحكام و ان يتبصر في رعيته و معاقبة الموظف الكبير قبل الصغير ، ما اشبه اليوم بالبارحة !
اني اضرع الى الله ان يفك كربي ، و اتوجه الى سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني للمثول امامكم لشرح مظلمتي و اجد الانصاف ، ان مقالي هذا لم يكن بداهة الابمثابة النظر الى نظام قوامه العدل و الشفقة على المظلومين بغير وجه حق .