اشهار اوزان النواب

اشهار اوزان النواب
لقد تعودنا سماع كلمة اشهار مقرونة بالمال فهنالك بعض المواقع تقتضي الضرورة اشهار ذمة الشخص الذي يشغرها مرتين الاولى عند التعيين والثانية عند مغادرة الموقع ويتم تحليل الفرق بين النهاية والبداية فاذا ما كان الفرق مقنعا كان سلوك ذلك الموظف نظيفا واما اذا كان الفرق منتفخا ومطعم بالدهون الثلاثية فهذا يعني ان ذلك الشخص سلك المنعطفات والمخارج المخالفة لاخلاقيات العمل وقد اصبح هؤلاء في عصرنا شائعون ومجلس النواب الاردني جزء من تلك المواقع التي تتطلب اشهارا للذمة وبعيدا عن المال هنالك شيء ملفت يتمثل في تحسن صحة بعض النواب اثناء وجودهم تحت القبة وهذا يظهر من خلال الاوزان الزائدة والاحمال الاضافية والتي ترافقهم بعد انخراطهم في اعمال المجلس ولا الوم اولئك النواب فقد اصبحت ولائم المجلس المتكررة جزءا من البرتوكول المعمول به تحت القبة وقد بات واضحا ان تلك الاوزان الزائدة تحتاج الى جهود مضاعفة من قبل النواب المتمثل في جهد الوصول الى مواقع تلك الولائم داخل وخارج المحافظات واحيانا اضطرار البعض لتناول وجبة الغداء والعشاء مرتين يوميا من باب المجاملة ومشاركة اكبر عدد من المواطنين لذلك نحن نتمنى هنا على رئيس مجلس النواب واثناء تعديل النظام الداخلي للمجلس ان ينتبه الى هذه النقطة الهامة ويطلب اشهار وزن النائب من خلال توزين النواب بمعدل كل ثلاثة اشهر مرة واحدة والاكتفاء بمخالفة من يزيد وزنه عن عشرين كيلو غرام لعل تلك العقوبة تشكل رادعا لذلك النائب في اعادة توزيع ذلك الوقت الضائع على الولائم خارج المحافظات وتوجيهه باتجاه قضايا وهموم الوطن والمواطن بعيدا عن اثقال جيوب الفقراء والذين يخرجون من تلك العزومة بدون بنزين لفترة قد تصل الى ثلاثة او اربعة اشهر لاحقة او الدخول في مستنقع الجمعيات
انني اذكر السادة النواب هنا بحديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :"نحن قوم لانأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع" لذلك انا انصح اولئك النواب بان لا يثقلوا على جيوب المواطنين البسطاء وان لا يصنعوا طبقية بين الاقارب تفرض عليهم التنافس والسباق نحو من يضع النائب يده في زاده .
ان الواجب الرئيسي للنائب ليس الولائم وانما التشريع والرقابة ولا نستطيع ان ننكر ان هنالك عددا من النواب ممن نعتز بهم فهم يشرعون ويراقبون ويذهبون الى ابعد من ذلك فيفجرون ويكشفون للشعب كواليس واسرار الاتفاقيات الفاسدة المخالفة للدستور ويقدموها للشعب وللحكومة على طبق من ذهب لتحسينها وتطويرها وتجاوز سلبياتها سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي الشعب ويجنبنا شر مضاعفات الوزن الزائد و الاتفاقيات الحكومية التي لا تراعي هم الوطن وهم الشعب انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد
بسام روبين