كيف ستُقْرَضُ ألسنت وشفاه خطباء الفتنة ؟؟؟


الدكتور : رشيد عباس
رحلة تجاوزت حدود الزمان والمكان , رحلة تمت بالروح والجسد معاً , رحلة كانت ليلا على البراق مع جبريل , رحلة أرضية من مكة إلى بيت المقدس في فلسطين ، وسماوية عرج بها من القدس إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه في السماء , رحلة مختزلة في ليلة واحدة , رحلة تكريم للنبي (صلى الله عليه وسلم) من الله تعالى , ليخرج من عام الحزن , ليرى الآيات فيما بين السماء والأرض .
نعم رحلة رأى صاحبها الآيات(العجائب والغرائب) فيما بين السماء والأرض , كيف لا , وصاحبه جبريل عليه السلام , رحلة رأى فيها الدنيا بصورة عجوز , رأى إبليس متنحياً عن الطريق , رأى المجاهدين بصورة قوم يزرعون ويحصدون في يومين , رأى الذين يتكلمون بالكلمة الفاسدة , رآهم بصورة ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع , نعم رحلة رأى صاحبها الآيات(العجائب والغرائب) فيما بين السماء والأرض , كيف لا , وقد رأى الذين لا يؤدّون الزكاة رآهم بصورة أناس يَسْرَحون كالأنعام على عوراتهم رقاع , رأى تاركو الصلاة رآهم ترضخ رؤوسهم ثم تعود , رحلة رأى فيها رأى الزناة يتنافسون على اللحم المنتن ويتركون الجيد , رأى شاربو الخمر , رآهم بصورة أناس يشربون من الصديد الخارج من الزناة , رأى الذين يمشون بالغيبة , رآهم بصورة قوم يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفار نحاسية . .
ولكن كيف رأى (خطباء الفتنة( ؟ خطباء الكلمة التي ليس لها لونا وليس لها رائحة , خطباء إيقاظ الفتنة النائمة , خطباء كلمة حق يراد بها باطل , خطباء الصيوانات الباهتة , خطباء الصالونات الحمراء , خطباء الكارودرات الملتوية , خطباء الجلسات المائلة , خطباء الوقفات الساحلة , خطباء الوجوه المخفية , خطباء فتنة الأمة , خطباء التشويه , خطباء الترويع , لقد رآهم عليه أفضل السلام , رآهم بصورة أناس تُقْرَضُ ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار .
لقد خلق الله عز وجل للإنسان (ولله في خلقه شؤون) , لسان واحد وشفتين , لتتحكم هذه الشفاه بخروج اللسان , ولتتحكم هذه الشفاه بخروج الكلمة الطيبة , الكلمة الحسنة , الكلمة الدافئة , لم تخلق هذه الشفاه لتتحكم بالسيجارة أو الدخينة أو لفافة التبغ , ولم تخلق هذه الشفاه لتتحكم بألوان الطيف الشمسي عليها , لم تخلق هذه الشفاه للنفخ او لعلك الكلام , نعم ستُقْرَضُ ألسنت وشفاه خطباء الفتنة بمقاريض من نار , هذا ما اخبرنا به سيد الخلق من ما رآه من رحلته المجانية رحلة الإسراء والمعراج , على براق الأنبياء , مع جبريل عليه السلام .