الإسراء والمعراج وحزيران الأسود


ليس هو الاقسى لان ايام العرب حُبلى بالايام الكالحة سوادا منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم وحتّى يومنا هذا وبالرغم من ان السنوات الاولى لقيام الدولة الاسلامية وحتى في عصور الخلفاء الراشدين والامويين والعبّاسيين كما هنالك ايام سوداء كثيرة في تلك الحقبات من تلك الازمان بدأت من حروب الرِدّة بعد وفاة رسول الله (ص) وامتدّت الى قتل بعض الخلفاء الراشدين وحركات الخوارج حتّى انسلخ العالم العربي بدوله الهزيلة عن العالم الإسلامي الكبير واحتُلّت الاندلس والإسكندرون وأنهزمت الدولة العثمانيّة وأنشأت دولة العدوان في فلسطين التي ما لبثت ان اغتصبت والتهمت بقيّة فلسطين بما فيها القدس الشريف وفيها كان مسرى رسول البشريّة للارض (ص ) ومعراجه الذي اسرى منها للسموات العلى ونحن هبطنا الى مهاوي الردى وكما عرّج عليها رسول الرحمة فنحن عرجنا بل وقُطعت ارجلنا منذ ازمان بعيدة فسلام عليك يا رسول الله واصلّي واسلّم عليك كثيرا .
يا حبيبي يا رسول الله تركت فينا كتاب اخبرتنا اننا لو تمسّكنا به لن نضلُّ ابدا ولكنّنا لم نتمسّك به وغوانا الشيطان فتاهت بوصلتنا وانحرف فينا القارب مع تيّارات لا ترضى عنها فكان عقاب الله لنا بالمرصاد وها نحن نجني ما فعلنا بايدينا وابصارنا وجوارحنا .
سبقْنا العالم بالكذب والنفاق والإتفاق الحرام فسبقونا بالتنمية والإخلاص لأوطانهم وشعوبهم وهم صعدوا للقمر بالعلم والتكنولوجيا ونحن هبطنا لمستنقعات الذل والهوان .
شعوب وديانات ليس لديها معجزة كالتي حبى الله بها رسوله الكريم وهي الاسراء والمعراج ولكنّهم تبوؤا مكانا لهم تحت الشمس والسماء ونحن اصحاب المعجزة العظيمة لم نزل غائرين في مهاوي الردى نعضُّ يد المحسن الشريف ونقبّل قدم المعتدي السفيف .
وتؤكِّد الكثير من القصص والسير المنقولة ووثائق المؤرِّخين ان الإسراء تم قبل المعراج بستّة او سبع سنوات والله اعلم وهي من اعظم المعجزات التي حظي بها الكثير من انبياء الله ورسله على الارض وتؤكّد على قدرة الخالق وعلى صدق نبوّة الرسل عليهم السلام .
امّا شهر حزيران من عام 1967 فهي الدليل الاكيد على ان الشعوب العربيّة وزعماؤهم ليسوا جديرين بمكرمات الله ونعمه وخاصّة نعمة النصر وتبوّء الريادة في العالم فقد اثبت ذلك الحزيران ان القليل من نفر صهاينة يغلبون حوالي ثلاثمائة مليون عربي يساندهم مليار مسلم وهذا نتيجة فسق العرب ومن يساندهم وبعدهم عن دين الله وصاحب معجزة الاسراء وقد باتت صخرة الاسراء المباركة بيد الصهاينة بل انهم يهددون بجعلها اثرا بعد عين بعد هدمها هي والمسجد الاقصى المبارك في ظل هوان العرب والمسلمين وهوانهم في هذا الزمان .
ونحن ما زلنا نبتعد عن رب الاقصى وصاحب المعجزة فاننا سنبقى في انحدار نحو المجهول الاسود كان حزيرانا او غيره من الاشهر وستبقى امتنا العربية والاسلاميّة مثالا للامة الضعيفة والمقهورة والمهزومة بينما بعودتنا لدين الاسراء والمعراج والى كتاب الله وسنّة نبيِّه عليه السلام ستعود القوّة والعزيمة لأنفسنا والشجاعة لقلوبنا والاستقرار والهناء لحياتنا حيث تسود العدالة والديموقراطيّة والصدق والمحبّة والسلام وحب الجماعة والعمل المنتج .
حمى الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة وسهّل له ان يسير على خطى صاحب معجزة الاسراء عليه افضل الصلاة والسلام .
احمد محمود سعيد
6 / 6 / 2013