فليحذر النواب من ألاعيب النسور
يربط الدكتور عبدالله النسور قرار حكومته برفع اسعار تعرفة الكهرباء بمشاورات مع النواب، تساهم في الموافقة على الاجراء وتغطيته شعبياً.
معنى ذلك أن الرئيس سيستخدم كل مهاراته المعهودة في الفذلكة؛ من اجل اقناع النواب بالموافقة على خطوته؛ وبالتالي يتوزع دم القرار على جهات كثيرة. هو يعلم ان النواب بأغلبيتهم لا يمكن ان يظهروا امام قواعدهم بمظهر الفريق الذي قام برفع اسعار الكهرباء؛ نظرا لحساسية الموقف وتأثيره الاقتصادي في الناس.
ومن هنا لابد ان يصنع النسور للنواب الذين سيؤيدوه مخارج آمنة تضمن مرور القرار، وتخرج المجلس من حرج التساؤلات الشعبية الجاهزة لقصف المؤسسة التشريعية. يريد النسور اقحام مجلس النواب في قراراته، ورمي الكرة في ملعبهم، بشرط انه سيشاورهم على قاعدة عريقة لديه عنوانها: «شاورهم وخالفهم ورد على شور راسك».
النواب بدورهم يظهرون امام قواعدهم بمنطق الرافض رفع اسعار الكهرباء، لكن كم لا يستهان به منهم لا مانع لديه من مرور القرار، بشرط ان يلطف النسور الموقف (دعم نقدي) وان يسمح لهم بعد اتخاذ القرار بزعبرة عميقة دون طحن.
الرفع لتعرفة الكهرباء قادم لا محالة، وهي مهمة لحكومة النسور الوظيفية بامتياز، لكن يبقى الامر في رأس النسور عن آلية التمرير التي تضمن اقل الخسائر. الرئيس لا يعنيه في النهاية ردود الفعل او حجم الغضب، فقد جيء به لأجل ذلك، ولأنه جمل المحامل لكل قرار غير مقبول من الناس. النواب بدورهم اصبحوا خبراء بفهم ما يريد الدكتور عبدالله النسور، وقد صدرت بالامس اشارات من بعضهم تحذر من دهاء الرجل، وقدرته على التلاعب وتوريط المجلس.
بهذه الطريقة تدار البلد للأسف، لا شفافية ولا وضوح ولا قرارات صائبة تتناسب مع ظرفنا السياسي والاجتماعي القاسي والخطر. تذاكي النسور لم يعد مجهولا، والنواب مطالبون بعدم الوقوع في مصيدة بلاغته وبراعته وأيمانه المغلظة، ونقول لهم احذروا ودعونا نرى مواقفكم كما هي لتحكم عليكم الفئة التي اختارتكم قبل شهور.
عمر عياصرة
جميع الحقوق محفوظة @ 2024