قلم حبر

 

ما زلت أتذكر ذلك اليوم ، يوم امتحان الرياضيات في الصف الأول اعدادي ، وقتها وعلى أثر العجلة ذهبت للإمتحان بدون قلم ، ولكون الحظ من يومه كان عاثرا ، لم يكن مع أحد الزملاء قلم احتياط ليمنحني إياه وأقدم الامتحان ، حتى المعلم اكتفى بأن قال لي: "بتستاهل أشوف كيف بدك تحل" ، يومها أكتفيت بأن أكمل الحلم الذي قطعته على صحوة الصباح .

في الثانوية تكرر الأمر ، فقد جف القلم الوحيد ، وأنا في نهاية الامتحان وبقيت انتظر إلى أنهى أحد الأصدقاء امتحانه وحن علي بقلمه وأكملت تقديم الامتحان .

في الجامعة أيضا تكرر نفس الأمر ، فكثيرا ما كنت أذهب بدون قلم ، وفي الأحيان الأخرى التي احضر فيها معي قلما سرعان ما أفقده وأغدو بدون قلم. وأبدا رحلة البحث عن قلم هنا أو هناك .

الأمر لم يتغير للآن ، فرغم حرصي على وجود قلم بحوزتي بشكل دائم وحرصي على المحافظة عليه كي لا أفقده أو أنساه هنا أو هناك ، إلا أن الأمر تطور قليلا ، فقد أصبحت معتادا على (فوران القلم) ولا أنكر أن أغلب قمصاني تحمل آثارا للحبر الذي يثور من القلم المعلق على جيب القميص.

رسائل كثيرة وصلتني تسأل عن سبب غيابي عن الكتابة ، وابتعادي منذ فترة عن كتابة المقالات ، هذه المرة لم أفقد القلم ، فقلمي جديد وهو يلازمني ، لكن الورق لم يعد يكفي وهذا من جانب ، ومن جانب آخر صرت أخشى من فورة الحبر على أطراف القميص.



المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com