ما الذي يجري في معان؟

 

بقلم نزيه القسوس
محافظة معان من أكبر محافظات المملكة وحدودها تمتد في قلب الصحراء حتى تصل إلى الحدود السعودية وهي أيضا تعتبر من أفقر المحافظات الأردنية؛ إذ لا توجد فيها مشاريع تنموية وتنتشر البطالة بين شبابها لأنهم لا يجدون فرص عمل والحكومات المتعاقبة لا تعطي لهذه المحافظة أي اهتمام يذكر لذلك فإن الناس محتقنون كثيرا وبعضهم لا يستطيع أن يعبر عن عدم رضاه عن الأوضاع المعيشية السائدة هناك إلا بالخروج على القانون ومشاكسة رجال الأمن العام وأحيانا تحديهم وذلك لكي يلفتوا النظر لاوضاعهم.

لقد مرت على هذه المحافظة العزيزة خلال السنوات الماضية بعض الأحداث العاصفة وهذه الأحداث لم تعالج بالشكل الصحيح وصارت معالجة الإشكالات التي تحدث بالأسلوب الأمني وهذا ما زاد الأمور تفاقما لأن ليس كل المشاكل تحل بالأسلوب الأمني.

لا نريد أن نلف وندور حول موضوع معان فالأوضاع هناك صعبة وهنالك تهديد بتعطيل الحياة العامة والهجوم مستمر على المراكز الأمنية وأزيز الرصاص أصبح يسمع بشكل شبه دائم، ويرى كثيرون ان معالجة الاوضاع هناك من خلال الاسلوب الامني لا تكفي.

أما ما يقال: ان هناك أيدي خفية تحرك المشاكل فهذا قول فيه بعض المبالغة والأيدي الخفية كما يعتقد الكثيرون هي الفقر والجوع والإهمال والبطالة وغياب المشاريع التنموية التي توفر فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل.

محافظة معان من المحافظات الأردنية العزيزة على قلوب كل الأردنيين وهي المحافظة التي استقبلت المغفور له الملك المؤسس عندما قدم لأول مرة إلى الأردن ومكث فيها عدة أشهر لذلك فهي تستحق من الدولة الأردنية أن تنظر اليها وإلى الواقع السيئ الذي تعيشه فلا مصانع ولا مشاريع والمصنع الوحيد الذي أنشئ فيها قبل بضع سنوات هو مصنع الزجاج وقد وفر هذا المصنع فرص عمل لا بأس بها لكنه مع الأسف أغلق وما زال مغلقا حتى اليوم مع أنه كلف ملايين الدنانير ولم تحاول الحكومات المتعاقبة إعادة تشغيل هذا المصنع.

محافظة معان تستحق من الحكومة بعض الاهتمام كما تستحق أن يقام فيها بعض المشاريع التنموية من أجل إيجاد فرص عمل للشباب.