هل ستنجح اسرائيل في جر المنطقة الى اتون حرب اقليمية ؟


كشفت مصادر اسرائيلية ،ان الرئيس الاميركي باراك اوباما أعطي الضوء الأخضر لاسرائيل لخوض حرب اقليمية منتظرة ، دون مشاركة اميركية مباشرة، وذلك لتقويض ما سمي بأطراف محور الشر في المنطقة ، والتي حصرت في ايران وحزب الله وسوريا وحماس - كما زعموا - ، وذكر ان دولا اقليمية على رأسها اسرائيل وتركيا نجحت في قناع اوباما ووزير خارجيته كيري، ووزير دفاعه هيجل بضرورة هذه الحرب واهميتها لأمن المنطقة واستقرارها ،ولازالة الخطر المحدق باسرائيل وأمنها ، واحتواء المنطقة ؛ليخلو الجو لتنفيذ المخططات الصهيونية المنتظرة ، ومن المعلوم، ان اميركا تساند ذلك، وملتزمة بأمن اسرائيل واستقرارها مهما بلغ الثمن!!! 

وكانت اسرائيل ولا زالت تستعد لهذه الحرب وتخطط لها باستمرار، وذكرت انها في اتم الجاهزية لها ، بعد خمس جولات من التدريبات والمناورات الواسعة والعميقة الحقيقية ، وان كبار القادة العسكرين والاستخبارات وقادة الجبهة الداخلية والموساد يجتمعون باستمرار مع نتنياهو ؛ للتخطيط وادارة هذه الحرب الاقليمة القادمة ، وكان تم تحديد جبهات المواجهة مع اطراف محور الشر المذكورة ، كما تم تقييم اوضاع هذه الجبهات ،وتحديد مواطن الضعف البنيوية لديها، فقد قدرت اوضاع حزب الله - العدو اللدود لاسرائيل - بانه في عزلة داخلية مع اطراف في لبنان ؛ منها قوى 14 اذار والقيادات الدينية في الشمال، وقوى تيار المستقبل التي انضم اليها وليد جنبلاط ، كما ان رئيس الجمهورية ميشيل سليمان نفسه ابدى امتعاضه ومعارضته -لاول مرة- اثر تورط حزب الله في الحرب السورية، كما ان ثمة مصاعب لوجستية يواجهها حزب الله للحصول على السلاح ؛ لاسباب منها ، الهجمات الاسرائيلية على شحنات الاسلحة التي تصل من سوريا ، ورصد جميع الامدادات وحركات التنقل بين سوريا ولبنان ، ثم ان هناك المعوقات والعقبات أمام نقل الاسلحة من ايران إلى سوريا. كما ذكر ان من اسباب الضعف المفصلية المقدرة لدى سوريا ، تقلص قدراتها العسكرية التي استنفذت في مواجهة المعارضة والمنظمات والمليشيات الاخرى؛ مما يؤثر بشكل فاعل على الاداء العسكري السوري فيما لو اندلعت الحرب ، وقدرت مصادر اسرائيلية ان سوريا فقدت ثلث قدراتها العسكرية في المجالات البشرية والتسليحية ، وان الجيش السوري سيواجه مصاعب جمة وخطيرة في ادائه اثناء الحرب في استخدام منظومة الاسلحة المتطورة لديه ، او تحريك قواته مع وجود حصارين ، الاول في الشمال مع الحدود التركية ، والثاني في الجنوب مع الحدود الاردنية، التي اعتبرت من مواطن الضعف ايضا. 

والسؤال الذي يحتاج إلى اجابة حقيقية ، هل ستنجح اسرائيل بعد كل ذلك ان تجر المنطقة بشروطها إلى اتون حرب اقليمية ؟؟!! حيث بدأت تعمل على تهيئة مقدمات ومدخلات لها ؟؟!! وماذا لو كانت تقييماتها وتقديراتها لجبهات المواجهة التي حددتها خاطئة ؟؟ وهل تستطيع اسرائيل ردع قوة حزب الله (التي قيل انها هائلة مع الصواريخ الايرانية المتطورة) وقوة حماس في وقت واحد ؟!!
وهل تستطيع اسرائيل ان تتحمل كمية مختلفة النوعية والغزارة اكثر مما كان في الحرب السابقة مع حزب الله ؟! لقد قدر خبراء اسرائيليون أمنيون أن تل ابيب باستطاعتها او هي قادرة على تحمل 1200 صاروخ يوميا !! وماذا لو استخدم حزب الله الصواريخ الايرانية المتطورة ، مثل زلزال الذي يحمل طنا من المتفجرات، وفاتح 110 وام 600 بالاضافة إلى الصواريخ الاخرى التي استخدمها في المرة الاولى ؟! وهل يتحمل السكان في اسرائيل ان يتلقوا 15 طنا من المتفجرات يوميا ،ناهيك عن مداها الذي يصل بكل سهولة اقصى العمق الاسرائيلي جنوب تل ابيب ؟!! وهل تستطيع اسرائيل مهما قامت به من مناورات داخلية وتوزيع اقنعة تهدئة سكانها الذين يرتجفون خوفا من ذكر اهوال هذه الجحيم المدمرة التي تعمل اسرائيل على ايقادها واشعالها ؟!! وماذا لو طال امد الحرب؟ فهل تضمن اسرائيل ان تنجو من الخسائرها الاقتصادية الفادحة التي يمكن ان تسبب شللا في الدولة العبرية وتورطها في عجز اقتصادي طويل الامد ؟! 

لقد قيل ان حزب الله سيعتمد التوازن الاستراتيجي هذه المرة في ضوء القدرات التي يتمتع بها ، فهل تستطيع القبة الفولاذية الاسرائيلية الحد من هذه القوة والقدرات الكبيرة ؟وقد تم تقييم قدرة صد هذه القبة من 10 -20 % فقط مما ينصب على اسرائيل من قذائف صاروخية ؟!! وماذا لو تدخلت بعض الدول العربية والمنظمات والمليشيات الكثيرة والمنتشرة في المنطقة التابعة للقاعدة وغيرها ؟! أم أن اسرائيل ضمنت عدم تدخل الدول العربية وبخاصة التي عقدت معها اتفاقيات ومعاهدات سلام ؟! او الخاضعة للأمر الامريكي ؟! وماذا لو تدخلت ايران وهو امر محتمل جدا ، فهل تتدخل اميركا لحماية الدولة العبرية ؟! وماذا ستفعل روسيا والدول حليفات ايران وسوريا ؟! 

لا ريب ان هدف هذه الحرب التي يخطط لها في البنتاغون وتل ابيب معا منذ زمن بعيد هو المنشآت النووية الايرانية بمباركة اوروبية ، ولكنها غلفت بفرصة سانحة ومواتية هي استغلال الوضع القائم والحرب المشتعلة الان في سوريا ، وهو من افضل المداخل المواتية لحرب يخطط لها منذ زمن بعيد لتحقيق الاهداف الامريكية الاسرائيلية المشتركة !!
الدكتور: شفيق علقم