من المستحيل أن تمر من شارع في عمان دون أن تعبر من يمينك أو شمالك سيارة من نوع (كيا سيفيا)..وبالتحديد اللون الكحلي، ومن المستحيل أن تدخل إلى محل خضار أو حتى بقالة ولا تجد بندورة...

ماهو الرابط يا ترى بين توفر البندورة بكثرة في اسواقنا وإنتشار (الكيا سيفيا ) ؟..أنا شخصيا لا أعرف، ولكن الأردني لديه شغف وهوس بالأشياء الرخيصة..فالكيا مثلا سيارة فيها مميزات مهمة :- (أوتوماتيك، كوندشن...وأحيانا فتحة بالسقف) وهي رخيصة نوعا ما وفي متناول القسط الشهري، والبندورة تدخل في كل شي :- (السلطة، القلاية...الصواني، الكفتة) وهي تنتج على مدار العام..ورخيصة أيضا.

هناك أيضا تشابه بين السلعتين، فالذي يريد أن يشتري بندورة آخر شيء يفكر فيه هو السعر لأنها دوما تكون الأرخص بين كل الخضار...وسيارة الكيا دائما تحسم جميع الخيارات لدى من يريد أن يشتري سيارة كونها ( إن ضربها القرد ما بزيد عن أربعة الآلاف)...
الأمر الأهم أن تصليح الكيا متوفر لدى جميع (الورش)...وقطعها متوفرة بكثرة وبأسعار متدنية جدا...والبندورة تنتج في كل المواسم وتستطيع أن تزرعها في الأغوار في الجبال في أي مكان...

طبخة البندورة أيضا هي الوحيدة التي لا ينزعج منها رب المنزل في حال إحتراقها، لأن تعويضها سهل وسيارة الكيا في حال شطبت..من السهل تعويضها أيضا بحكم رخص الثمن.
البندورة أيضا تستطيع أن تؤكلها (فغم) أو سلطة أو طبخ أو فغم مع خبز..والكيا تستطيع شراءها كاش أو بالتقسيط المريح....أو شيكات بدون رصيد...وأتذكر أن صديق لي اشترى قبل عام سيارة (كيا) مقابل (طن) حمص حب...
هناك أيضا أصناف من البندورة فمنها ما هو للسلطة ومنها ما هو للطبخ...والكيا هناك أنواع (جي أل) وهناك (جي أل إكس)...وهناك سيارة بجنطات ألمنيوم وأخرى دون ألمنيوم...

يسألونني أحيانا عن الأردن فأقول لهم :- مادام أن الكيا تسير في طرقاتنا..ومادام أن البندورة تملأ الاسواق فأمورنا بخير...
ع الأقل مازال الفقراء في بلادنا يملكون البندورة والكيا وبعض الأمل....
حمى الله الأردن.