هو يدبّرون ويخطّطون ... فماذا نحن فاعلون ؟؟؟

د. احمد أبو غنيمة
بفارق ساعات فقط ما بين إعلان الورقة الملكية حول " التمكين الديمقراطي " في احتفال رسمي حضره مدعوون على " الفرازة " الأمنية – كما هي العادة - ، وما بين قرار الحكومة غير الرشيد بتطبيق قرار الحجب للمواقع الإلكترونية التي رفضت قانون المطبوعات العرفي القمعي المنافي للحريات الصحفية والإعلامية.... سويعات فقط تجلت فيها جوانب من الملهاة السياسية التي نعيشها في الأردن !!!!
أحد المواقع ينقل خبراً جاء فيه : ( شاهد بـ "خلية 9/11": "المخابرات الاردنية" أجبرتني على الشهادة وأنا ''سكران'' ) ، فهل تنسف شهادة هذا " السكران " هذه القضية - التي ضخّمتها اجهزة الدولة وكتابها من التدخل السريع - من أساسها !!! ... ملهاة امنية تضاف إلى الملهاة السياسية !!!
أخونا ناصر جودة " وزير خارجية الأردن المقيم في الخارج " ما زال يحلم بالسلام مع عزيزتهم " اسرائيل " وهو على ما اعتقد انه عتبان أشد العتب عليهم لانهم يضيعون فرص السلام الفرصة تلو الأخرى، وهو في حالة فرح غامروهو يبشرنا بان العم " كيري " أخو " البقرة الضاحكة " التي سبقته، سيكثّف زياراته إلى المنطقة " لدفع " عملية السلام التي يؤمن الجميع انها شبعت " موتاً " ومن قبله " رجماً " من الشعوب العربية، ملهاة خاصة اسمها " الخارجية الأردنية " !!!
أسرانا في الكيان الصهيوني ما زالوا على إضرابهم عن الطعام ، والحكومة ما زالت أذن من " طين " وأذن من " عجين " فالموضوع لا يعنيهم لانه قد يقوض فرص السلام مع اعزائهم وأحبابهم الامريكان، لأن زعل الأسرى وذويهم أهون عندهم من زعل " عمو " اوباما " وخالتو " ميشيل " والعزيز ستيوارت جونز سفيرهم في عمان !!! ... ألم أقل لكم أن " الخارجية الأردنية " ملهاة لوحدها !!!!
الحل الأمني يعود من جديد في تعامل الحكومة مع اهلنا الغاضبين في معان، لان المسؤولين الذين يتعاملون مع اهل معان وعشائر الجنوب الأبية من عدة انواع:
نوع يريد إثبات الوجود لدى كبار المسؤولين استناداً إلى خبرته السابقة في قمع 24 آذار وتهريب سجين إلى لندن وتدبير الإعتداءات والإشراف عليها في بعض المسيرات الإصلاحية ،
ونوع آخر يخشى التدخل خوفاً وجزعاً من حرمانه من تصدّر حضور حفل " مباركة " أو " طهور " او " زفاف " او " طلاق " أو حتى حفل " إطلاق " ألعاب نارية فرحاً بنجاح " الفافي " ابن المسؤول الذي نجح " بدفشات " او " رفشات " أو " مصع رقاب " في المدرسة او الجامعة... ملهاة المسؤولين الذين ابتلينا بهم ملهاة تُضاف إلى ما سبقها !!!
الموضوع باختصار شديد،
كل ما يجري هو بتدبير ممن اعتادوا على إلهائنا ببعضنا لئلا نتفرّغ لهم فنحاسبهم على ما فعلوا ببلادنا وبشعبنا....
هم يدبرون ويتآمرون ويتضاحكون فيما بينهم في عسس الليل، وينسون أو يتناسون أن هناك من هو اكبر من تدبيرهم وتآمرهم !!!!
أقول لهم ...
دبّروا وخططوا كما تريدون ...
واضحكوا وتغامزوا وتهامسوا كما تشاؤون ...
انتم تنتظرون الغنيمة من البشر ونحن ننتظر الفرج من رب البشر ...
(وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) ... نعم ... كلام الله أصدق من كل أكاذيبهم !!!