د. الرقيبات صوت ونورمينا منبر

د. الرقيبات صوت ونورمينا منبر
راتب عبابنه
لقد علق الدكتور النائب أحمد الرقيبات الجرس وبادر بتقديم استقالته المبررة للخروج من لوم ناخبيه وهو نائب وطن بعد أن وصل لقناعة مفادها أن التغير والإصلاح ومحاربة الفساد مصطلحات ليست موجودة بقاموس الحكومة. ويبدو أن سعادته قد اختار طريقا للمعارضة من خارج مجلس النواب. وقد أثبت سعادته أنه نائب أفعال لا أقوال. ونؤكد ذلك بعد أن سمعنا البعض ينتقد ويتكهن بانقلاب سعادته حالما يتمكن من الوصول للمجلس النيابي. وللحق بعد متابعاتنا ورصدنا لسلوكه النيابي ومحاضراته وتصريحاته نرى بوضوح أنها توافقت وانسجمت مع ما كان ينادي به خلال حملته الإنتخابية. لقد وعد فصدق وآمن بناخبيه ولم يخذلهم وكان شرسا فلم يتراجع.
رؤيا د. الرقيبات وطرحه الهادف للإصلاح الحقيقي وليس الشكلي واجتثاث جذور الفساد وأركانه وما يطرحه من حلول لمعالجة أوضاعنا الإقتصادية الشائكة ومطالبته بتحري العدل والنزاهة القائمان على الدستور والقانون والإبتعاد عن الإنتقائية، كلها مطالب يرددها الشارع والتقطها الرقيبات وآمن بها وناب عن الشارع ومثله تحت قبة البرلمان محاولا مع الكثير من زملائه النواب تسليط الضوء عليها وإعطائها ما تستحقه من الإهتمام وطرحها أمام الحكومة لعلها تستجيب لها وهي تعلم (الحكومة) مسبقا بأهلية وشرعية وضرورة هذه المطالب.
ندين مع د.الرقيبات النهج الحكومي المضاد للنواب الذين حجبوا الثقة عن حكومة النسور. بهذا النهج نؤكد أن الحكومة تسلك مسلكا استقوائيا على مجلس النواب. وهو بالأصل نهج استرضائي قائم على المثل المصري" شيلني وشيلك " والأردني "حكلي تحكلك" . فيبدوأن دولة النسور قد تعامل مع النواب على قاعدة من منحني الثقة أهلا به ومن حجب لا مكان له ولا مطالب تحقق له وتغلق الأبواب الحكومية بوجهه عقابا له على ما "اقترف".
وقد قدم د.الرقيبات أدلته التي تدين الحكومة وهي أدلة صادمة ومحبطة تضاف لأسباب كثيرة أخرى تدفع بالتعجيل لاستقالة الحكومة أو إقالتها. ولا نبالغ إن قلنا أننا لم نرى خيرا من هذه الحكومة، بل ما نراه يتلخص بالتحدي للشعب ومحاولة رمي الكرة بمرمى النواب لتحميلهم مسؤولية ما تؤول إليه الظروف والرئيس دائم التأكيد أن لا قرار يتخذ دون التشاور مع النواب. والقرارات المنوي اتخاذها, يعلم د.الرقيبات أنها لا تصب بمصلحة الشعب الذي جعل منه ممثلا له وناطقا باسمه. واستقالته ليست هروبا من المسؤولية بل ليتحمل مسؤولية اتخذها على عاتقه تجعله متحللا من القيود البروتوكولية وتعليمات النظام الداخلي للمجلس التي تقيد النائب بالكثير من الأحيان من أن يتابع ما يؤمن به مصلحة للوطن والمواطن.
ننتظر من د. الرقيبات ونتوقع منه الكثير وهو بفكره ينتمي لتيار ضخم تفوق قدرته قدرة البرلمان والحكومة مجتمعين ألا وهي قدرة وإرادة وتصميم الشارع أي الشعب مصدر السلطات الذي من حقه أن يرى العدل مطبقا والنزاهة متوخاة والخوف على مقدرات الوطن موجود عند "أصحاب الولاية" والغيرة على الوطن مرحب بها والذود عن الشعب والوطن حق لا تنازل عنه ومن يعبث به يصنفه الشعب مع الخونة والمارقين والبرامكة.
بهذا الفهم الذي لا نشك بوجوده لدى د. الرقيبات، نقول له إمضي ولن يخذلك الغيارى فأنت صوتهم وقناتك الفضائية (نورمينا) منبرهم وسر على بركة ربك وعلى ما يتوخاه منك الأحرار والغيارى لتنقية الأردن من الشوائب التي لوثت مفاصل الدولة وخلقت طحالب ضارة وطفيليات مرضية بات الأردن بسببها يحتاج لوقفة أمثالك.
واستقالتك، وأن كنا نتمنى عليك التروي وأن تبقى صوتا للحق داخل المجلس مع زملائك من الشرفاء والغيارى، نأمل أن تكون بداية تنفرط بعدها عرى التمسك الوجاهي بالنيابة ليلحق بك من نأمل منهم خيرا للوطن. كما نأمل أن تكون معارضتك خارج المجلس الجاذب والجامع لكل محبي الأردن الذين يعملون على حرب على الفاسدين والمتسترين عليهم.
وحمى الله الأردن والغيارى على الأردن. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com