قصف فرنسي على دمشق


منذ اندلاع الأزمة السورية وفرنسا تذرف الدموع على سورية ودمشق، وتدعو العالم إلى التدخل العسكري فيها. وقد 
كررت ذلك مساء أمس تحديدا، فهل تذكر باريس ما حدث في الساعة السادسة من مساء 29 أيار 1945.
في كتاب للباحث سليمان مظهر، نقرأ ما يلي عن تلك الساعة وذلك المساء (ص 175-176):
فجأة دوت أصوات رهيبة غطت السماء، وانتبه الناس، فإذا هي مدفعية الجيش الفرنسي تقصف مبنى البرلمان بهدير من النيران التي كانت تسمع على بعد عشرات الأميال.

وفي ذلك اليوم، كان شكري القوتلي رئيس الجمهورية يرقد في مستشفى خاص، جاءه الجنرال الانجليزي في السفارة الانجليزية ينصحه بالاتفاق مع الفرنسيين على إيقاف القتال مقابل التوقف عن المطالبة بالاستقلال. وكان رد القوتلي: "إننا نقاومهم، ولم نتفق معهم على شيء سبق الاتفاق عليه، وهو إعلان الاستقلال. فليمعن السفاح "اوليفار روجيه" في تنفيذ خطته الوحشية التي أعلنها ضدنا.. أما نحن، فسنظل نقاوم حتى آخر مواطن من شعبنا".

والحق أن الخطة التي اتبعها القائد الفرنسي السفاح في ضرب دمشق وصمة عار في جبين فرنسا. وكانت الخطة التي أذاعها في بلاغ سري على ضباطه قبل ذلك بأسبوع، تنص على نقاط أربع قال فيها: "يقتضي واجب فرنسا العسكري إبادة جميع عناصر الشغب التي تريد إخراج فرنسا المنتصرة، ومن هذه البلاد"، ويجب احتلال دوائر الحكومة السورية ومؤسساتها الثقافية، كما يجب منع أي اتصال مع الدول العربية المجاورة، بالإضافة إلى تجريد جميع أفراد الشعب من الأدوات الجارحة خلال 24 ساعة، على أن تحكم سورية من قبل حاكم عسكري، وأن تفتح المحاكم الفــــرنسية العسكرية فورا".