استقلالك يا وطني

 

في كل عام يمر علينا نقف وقفة عز وفخر وإباء ،لأجلك يا وطني قلّت في عظمتك التضحيات وهانت في سبيلك الدماء والأجساد ، لأجلك يا وطني ترقص فرحا أم الشهداء ولن تبكي لفراق الأحباء وهي تقول :"لأجل وطني أقف صامدا في وجوه الأعداء ألقي عليهم ما بيدي من الأحباء حتى يفنى وجودهم وتكون لك العزة والكبرياء"،في غيرك يا وطني نكون كالغرباء ،عشقت ترابك المخضب بالدم كالحناء ، كل حفنة تقص قصة مجد وعزة وتضحيات
تقول لنا كم جاهد لأجلي الأجداد والآباء فرحين بما عملوا من التضحيات
تضحك شفاههم كلما ذكروا قصة الكبرياء ،يبعثون في النفس العزم والفخر
وصرخةٌ عاليةً ًفي وجه الأعداء وطني يا وطن الشهداء قدست كل حفنة
أًستشهد لأجلها العظماء يأبون وهلة ذل وخضوع واستسلام فقط من أجلك يا وطني لتبقى حرا وهواؤك كله نقاء في هذا اليوم من كل عام رُفعَت راية الوطنُ الحبيب وعمت بالأمن ساحاته ومدنه وقراه كل جزء فيه
يكبر ويهلل لحريته واستقلاله ،بقيت حراً ياوطني ترفع رايتك أيدي عظماء
توالت على أيدهم الأزمان يكفيهم بالنبي الأُمي نسباً وشرفاً وكبرياء من جدهم الأكبر الهاشمي عبد الله الأول حتى الملك الهاشمي عبد الله الثاني
ولن تنتهي مسيرة العظماء ،في هذا اليوم الذي يوافق الخامس والعشرين
من شهر أيار لعام ألف وتسعمائة وست وأربعين 25/5/1946 م نحتفل بذكرى استقلال الوطن الحبيب حيث يغني للمجد والحرية أبنائه ويلقون لأجله الشعر والقصيد والكلمات يعبرون عما في قلونهم وخواطرهم من ذاك الحب
الكبير والتعظيم ويذكرون ما للهاشميين من مسيرة يلزمها التمجيد والإعزاز وما لمسيرتهم العظيمة من رفعة للأردن وتطور وازدهار وذكر.
بين البلدان وها قد جاء الهاشمي الشاب ليكمل مسيرة آبائه والأجداد ينادي باسم الشباب في كل خطاب ويرفع لهم شعاراً تنطبق حروفةعلى معانيه "على قدر أهل العزم " يا لهذه الجملة من معان عظيمة تجدد في النفس التصميم والإرادة على العطاء والتكافل والتعاون والانتماء كلمة عظيمة من رجل عظيم ودمت يا بلدي بلد الأحرار وقرت عيون البواسل الأبطال بقيت صامدا ًيا بلد الزيتون وحراً ومستقلا ًإلى أخر الأزمان والعصور ولم يدخر جهدا ً كل شاعر مدح وطنه وذكره كما في قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
*وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه بالخلد نفسي*
إنه ليس قول كل شاعر فقط بل قول كل مواطن يعيش على هذه الأرض
بسلام وكل مجاهد وأي إنسان يعيش في ظل هذا البلد الآمن الرفيع
ودامت أفراحنا فيك يا وطني سالماً اّمنا ً حرا ًحتى أخر الأزمان...