يا أردن العرب يا منارة العز والفخر


يا وطني الغالي الجريح
يا من كنت الأمان والحب والحنان وما زلت، لم نكن نعلم ماذا يخبئ لك الزمان، لم نكن نعلم بهذا اليوم الذي أراه فيك دموع تنهمر ممزوجة بغبار الزمن وقسوة الحياة ..

نعم يحق لكي الحزن و البكاء من أيادي الإجرام الذين أرادوا أن يجعلوك يا اردن غنيمة للعابثين و وكراً للغادرين ..
"أمي عمان "أتبكين بعض شعبك طعنك بخنجر مسموم .. أو تبكين بعض شعبك متأمر ضدك فأنهال عليكي ضرباً و حرقاً وسلباً كأنه ما تربى بأحضانك و لا شرب من مياهك و لا تنفس من هواك .. نعم لا أخفي عليك أنا أبكي معك على نفوس متخاذلة ساقطة هاوية ..

عمان أيتها العروسة أتبكين صمت الأحباب أم شماته الحساد أم غفلة الأبناء أم غدر الأصحاب . لا تبكي يا حبيبتي عمان لاتبكي يا أمي عمان ، يا ليتهم يصحون من سباتهم ليشاهد ما حدث لجميلتهم، ويا ليت يعود بنا الزمان ويصح كل القيادة والعقال من غفلتهم ويستفيق من سكرتهم ..حين ينظر إلى عاصمتهم وهي تنادي وبأعلى صوتها عودوا يا أهلي القدامى وأنقذوني من الذين حطموني ودمروني وسرقوا بسمتي من بين شفتاي... ولكن لا من يجيب لندائها، صمتت وأستسلمت والدموع تملأ مقلتيها لمصير مجهول ربما يسير بها الهاوية .. لا تبكي حبيبتي عمان على كل تضحياتك , لاتبكي على ما أبتليتي فيه وما فعلوه عديمي الضمير والإنسانية بجسدك الجميل وشواطئك الخلابة, الذي تغنى فيه أبناؤك وقالوا فيك قصائداً بما فيها أناشيد الحرية والنظال , واليوم وللأسف حولو نسيمك ومنتجعاتك الذهبية إلى جراح وتقرحات ودماء سائلة في كل شارع وحارة , نعم لقد مزقوا ثيابك جعلوها رثة بعد أن كنت تتألقين وتتبرجين بأحلى زينة مثل العروسة وفعلاً سميت بأحلى الأسماء ، كنت أجمل العواصم العربية , نعم كان يستفيض أبنائك والطيور تصدح بأجمل وأعذب الألحان ونسيم الهواء ممزوج في الرومانسية يستنشقه ابنائك ...

ولكن نحن على ثقة كبيرة بشبابها الذي سيحررها و يطهرها من نجس المندسين و من براثن الغدر والخيانة، ويضمد جراحها ويخفف آلامها، يزيح عن كاهلها تعب السنين ، ويزيل التجاعيد التي أعتلت ملامحها لتعود لنا جميلة الجميلات بأجمل وأبهى الثياب وأزهى الألوان، ويتغنى بمفاتنها الشعراء ومطربين الجيل الجديد بعذب الألحان ، ويفرح جميع الاردنيين عند رؤيتهم ضحكتها تعلو وجهها ، ويعود أبنائها من جميع المحافظات متحابين ومتراضيين متماسكين يد بيد لبناء وتعمير حبيبتهم عمان ، وتوفير الأمن والأمان بها ،لتعود أجمل عاصمة، ومن ثم يتوجه أبنائها لبناء وتعمير أخواتها من المحافظات ، لكي يزخم بلدنا الحبيب بالمحبة والتسامح والطمأنينة وراحة البال وتملؤه السعادة والهناء.