مجانين طخ


لا يكاد يمر عرس او مناسبة اجتماعية دون ان يقوم بعض المتخلفين بفتح ( جبهة ) تستخدم فيها الاسلحة بأنواعها في استعراض ينم عن جهل ومرض نفسي .. ونادرا ما تمر المناسبة دون وقوع ضحايا ..

ان من يتابع ملامح مطلقي الرصاص في الاعراس والمناسبات الاخرى يلحظ الحالة الهستيرية التي تسيطر عليهم في تلك اللحظة حيث يندمجون مع هوسهم ويتوحدون مع تخلفهم ويتحولون الى مجانين لا يمكن الاقتراب منهم إلا بعد ان ( يروق) هيجانهم.

حدثني شخص انه دعي على عرس وكان( كرت ) الدعوة مذيلا بالملاحظة التالية : يرجى عدم اطلاق العيارات النارية .. وكان ذلك من الاسباب التي شجعته على المشاركة لكونه فقد احد ابنائه جراء رصاصة طائشة ..

وكانت المفاجأة عندما اعترت شقيق العريس حالة من الهيجان العصبي والفرح (المرضي) فاستل سلاحه الاوتوماتيكي وأشعل الفضاء بطاخ طيخ (شرشور ورا شرور) .. كان مجنونا بامتياز ومتخلفا بتفوق .. أكثر من عشرة الاف رصاصة اطلقت في ذلك العرس ومن لطف المولى ان عدّت الامور على خير

سمعت أحدهم يقول : العرس بدون طخ ( مالهوش) طعم ..

لم يقلقني كلامه فمظاهر البلاهة بادية عليه لكن أثارني صاحب ذلك العرس الذي طلب من الآخرين عدم اطلاق الرصاص في عرس ابنه ولكنه لم يمنع احد ابنائه من ان يمارس ( حمرنته) على ظهور الحيطان غير آبه بأحد حتى ولو نجم عن ذلك مجزرة بشعة..

قد يتساءل احدنا عن دور رجال الامن العام في منع هذه

( الزعرنة ) الاجتماعية .. فأقول لهم كنت شاهدا بالصدفة على قيام أشخاص بإغلاق طريق رئيسي لان دورية شرطة أوقفت أحدهم وهو يخرج رأسه من (تندة )السيارة في زفة عرس ويطلق الرصاص من سلاح اوتوماتيكي في كل الاتجاهات ..

يومها كان لا بد من اخلاء سبيله تحسبا لامتداد الاغلاقات لشوارع أخرى .. ولكي لا تفلت الامور من أيدي العقلاء فيشاركون المجانين اطلاق النيران من الاسلحة الثقيلة ..

ان من يتوسط او يسعى لتكفيل ( مجانين الطخ ) انما يشجعهم على الاستمرار في طرق التهور وسيكون شريكا لهم في الإثم اذا ما انطلقت رصاصة صوب انسان ( ساهي لاهي ) فيسقط مضرجا بدمه ..عندها تعزى الى الوفاة رصاصة طائشة وتسجل الواقعة ضد مجهول .