مجتمعنا مسؤوليتنا ( الجزء الثاني )



لكلّ فرد أسلوبه الخاص وطريقته في التّعبير والقياس ، ولكلّ منّا حريّة الفهم لا حريّة الحكم ، قد نصل إلى فهم صحيح يقودنا نحو تحقيق النّجاح إذا استمعنا بإصغاء لما يقال وحلّلنا الكلمات بناء على الواقع وليس بناء على الأمنيات .

لا بدّ من تذوق كلماتك قبل اسماعها للآخرين ، وهذا بحاجة إلى وضع نفسك مكانهم قبل أن تحكم عليهم ، وبحاجة إلى التفكير المطوّل للوصول إلى إيجابية التّعبير.

إنّ الأمور تتباين من فرد لآخر وفقا لعوامل عديدة ، فقد يرى كلّا منّا أمرا معيّنا من زاويته الضّيقة ومنظوره الخاص ، لذلك لا بدّ من التّروي وضبط النّفس في الأفعال والأقوال وحتى في إصدار الأحكام ، ولا بدّ من البحث في الأمور من مختلف الزّوايا ، للوصول إلى الوحدة والإتفاق ، فالعدسات أنواع وخير أنواعها هي من تعطيك الرؤية الصحيحة متعدّدة الإتجاهات.

الجميع يمتلك الحقائق التي تبرهن صدق اعتقاداته ، ولكن لا بدّ من المرونة لنصنع التغيير ، فالطّريق للوصول يكون بالحوار والإتصال وتقبّل آراء الآخرين.
فلا بدّ للإنسان العاقل من الوصول إلى نقاط الإلتقاء التي تجمّع الأفكار فلا تفرّقها ، وتنّمي العقول فلا تفسدها ، وتصلح الذات فلا تعطّلها .

في الحياة توجد ضغوطات متنوّعة ومشاكل مختلفة ، وتعرّض الإنسان لها أمر طبيعي وسلوك صحيّ ، فلا حياة خالية من المشاكل والمعضلات ، ولكن ! هي إمّا وأن تزيد الإنسان عناء وشقاء أو تمنحه إرادة وطموح ليصل إلى السّعادة والهناء ، ذلك كلّه متروك لشيء واحد ؛ لعلّه قرار يقرره الشّخص بحقّ نفسه ، بحيث ينبع من قناعاته وإيمانه بماهية إرادته فإمّا وأن يكون سعيدا مسروا أو حزينا مهموما.

الجميع يفكّر بشكل صحيح بناء على اعتقاداته وأفكاره ، ولكن يجب أن لا نعطي لأنفسنا الحقّ في ترك الإنطباع السّيء عن الآخرين دون سماعهم ، فقط لمجرّد أحكامنا المفتقرة إلى الحقائق أحيانا .

أن نكون أحياء هو سبب كافي لنكون سعداء ، ووجود الأمل والطموح كافي لنتميّز على الذّات ، ووجود الإرادة والتصميم عندما يقترنان بالعمل ، هي أمور كافية على تحقيق الأهداف ورسم الإنجاز .