في الأيديولوجيا اليهودية


وردتني ملاحظات عديدة على مجمل المقالات التي نشرتها حول الأيديولوجيا اليهودية وموقعها في الخطاب السياسي لدولة العدو الصهيوني، وحيث رأى بعضهم فيها إقحاما مفرطا يحتاج إلى التمعن، تفاعل آخرون معها وتساءلوا عن بعض القضايا الأخرى التي تكمل المقالات المذكورة مما اقتضى العودة مجددا إلى هذه الأيديولوجيا ومكوناتها الأساسية.
وقبل أن نتوقف عند هذه المكونات يستحسن التذكير بأن جزءا من مصادري يعود إلى مفكرين من أصل يهودي انتقدوا هذه الأيديولوجيا مثل ماركس وفرويد وكوستلر وشاحاك...
1 - إن اليهود حسب التوراة نفسها أبناء حرام (سفاح)، فهم ينسبون إلى يهوذا الذي أنجب الأسباط من علاقة محرمة مع تامارا زوجة ابنه عير (سفر التكوين 38)..
ومن علاقات السفاح الأخرى، علاقة تامارا الثانية مع أمنون شقيقها من داود (سفر صموئيل الثاني 12) كما تعيد التوراة خلق البشرية إلى علاقة لوط مع ابنتيه.
2 - إن اليهودي يعرف بعلامة الدم ورائحة القرابين.
ويلاحق فولتير أهمية الدم عند اليهود من أمر يهوه بوضع الدم على الأذن اليمنى، والقدم واليد اليمنى إلى وعد حزقيال اليهود بأنهم سيأكلون لحوم البشر (الحصان وفارسه)..
وعليه، فقد قامت الصهيونية على هذه الثقافة.
3 - إن القتل عندهم يطال اليهود كما يطال غيرهم، فقد قتلوا أرلو زوروف عندما طالب مبكرا بإقامة دولة واحدة لقوميتين، كما قتلوا رابين، وفجروا باخرة (يهودية في حيفا) رفض الإنجليز إفراغ حمولتها البشرية في الميناء، كما تؤكد الوثائق ضلوعهم في تفجير أحياء يهودية في العراق واليمن لإجبار سكانها على الهجرة إلى فلسطين 1948.
4 - صعوبة التعايش بينهم وبين الآخرين بسبب مهن الربا والدعارة وثقافة الغوييم (الآخرون بهائم). ومن المؤشرات المعاصرة لذلك أن مثقفين فلسطينيين (ديمقراطيين) عاشوا معهم، لم يتمكنوا من مواصلة ذلك مثل الشاعر محمود درويش صاحب قصيدة أخي العبري (اليهودي) 1958 وقصيدة جندي يحلم بالزنابق البيضاء (جنرال إسرائيلي)، وكذلك مثل عزمي بشارة (عضو الكنيست السابق).
5 - ولقد تطورت الثقافة الانعزالية عندهم من نمطين في أوروبا: الحارة اليهودية (الغيتو)، والمدينة اليهودية (الشيتيل) في بولندا وليتوانيا إلى الكيان الصهيوني الحالي، وثقافة الجدران اليهودية من فكرة الحائط الحديدي عند جابوتنسكي إلى جدار شارون..
ولعل فكرة الكانتونات لحل المشكلة الفلسطينية تعود إليهم، لا سيما وأنها طرحت لأول مرة في جريدة مصرية تابعة للاحتلال البريطاني هي جريدة المقطم.
6 - إن اليهود يعرفون سبيلا واحدا للهزيمة هو القتال والضغط المتواصل عليهم، ولذلك اخترعوا تكتيك الهدنة عام 1948 كما يذكر غرين في كتابه الانحياز.. وهو ما كرروه عبر الضغط الأمريكي والعربي على حماس بعد ازدياد العمليات الاستشهادية التي أدت إلى هجرة 7% منهم، وازدياد الهرب من الخدمة العسكرية إلى المؤسسات الدينية، حيث ارتفعت نسبة (التائبين) إلى 56%.