فوضى الامتحانات سوء إدارة أم ثقافة مجتمع


‏ في أخر اسبوعين من كل فصل دراسي نجد الفوضى تعم في معظم مدارسنا ونجد أن نسبة حضور ‏الطلبة للمدارس تقل إلى النصف وأحياناً إلى الربع أو أقل من ذلك ونجد الطلبة ومنذ ساعات الصباح ‏الباكر ينتشرون في الشوارع والمقاهي والحدائق ومنهم من لا يفارق الفراش ويتعذرون أمام اهلهم بأنهم ‏أنهوا المواد الدراسية وأن المعلمين والمعلمات يحجزونهم داخل الفصول دون أن يتعلموا أي شيء ‏ويتكرر المشهد مع نهاية كل فصل دراسي حتى أصبح عدم الالتزام بالدوام المدرسي في أخر اسبوعين ‏من كل فصل ثقافة مجتمع ونجد وزارة التربية والتعليم لا تحرك ساكناً فلماذا كل هذه الفوضى ولماذا ‏نجد مصوغات لأبنائنا كي يتسربوا إلى الشوارع ودون معرفة آبائهم أحيانا ولماذا لا يتم تحديد موعد ‏الامتحانات من بداية العام الدراسي بحيث لا يتعارض امتحانات الثانوية العامة مع دوام المدارس ‏فغياب مجموعة من المعلمين والمعلمات للذهاب للمراقبة والتصحيح يجعل العديد من مديري المدارس ‏يعملون برنامجين للامتحانات أحدها غير نظامي مخالف للتقويم المدرسي يوزع على الطلبة بحيث يتم ‏الانتهاء من الامتحانات قبل البدء بالمراقبة في امتحان الثانوية العامة مما يمكنهم من إعداد الجداول ‏المدرسية وشهادات الطلبة وتوثيق النتائج على منظومة الإيديوف بفترة زمنية كافية والآخر نظامي ‏يتوافق مع التقويم المدرسي يرسل إلى مديريات التربية للمصادقة عليه ولعل ما يشجعهم على ذلك هو ‏غياب الرقابة في الميدان وأحياناً غض الطرف عنهم من خلال العلاقات الطيبة مع قسم الإشراف في ‏مديريات التربية والتعليم والسؤال هنا لماذا لا يتم توحيد برنامج الامتحانات في كل مديرية بحيث تبدء ‏وتنتهي الامتحانات المدرسية في جميع المدارس في نفس الموعد ويتم إعلان الجدول في جميع وسائل ‏الإعلام لقيام أولياء أمور الطلبة بدورهم في متابعة دراسة ودوام أبنائهم وعدم إفساح المجال لاستغلال ‏حالة الفوضى هذه لانحراف أبناؤنا الطلبة وكي نعود جميع الطلبة على احترام النظام المدرسي والالتزام ‏به. ‏