المنتدى الاقتصادي .. تذكير بما نسيناه
بتفاؤل يؤكد رجال اعمال محليون ودوليون ان انعقاد المنتدى الاقتصادي العالمي في موطنه للمرة السابعة في اقليم
مضطرب يطرح فكرة مفادها بقدر المعاناة والمخاطر التي تعج في دول المنطقة، هناك قدر اكبر من العمل والنماء والانطلاق الى تحقيق مكاسب اضافية لشعوب المنطقة تشكل بديلا للقتل بحجج الحرية والديمقراطية، فالمنتدى ُيعيد الينا مرة تلو الاخرى ان الطريق الافضل هو العمل والتعايش وان يتحمل كل طرف الطرف الآخر.
لقاء هذا العدد الكبير من رجال السياسة والاقتصاد هو فرصة حقيقية للتعرف عن كثب ما انجزناه والى اي مدى تأثرت المنطقة والاردن جراء ما يسمى بـ « الربيع العربي» وهل طريق الاصلاح الذي نسلكه حمى البلاد والعباد من الانزلاق الى هاوية الخلاف والاختلاف، وهل نسير على الطريق الصحيح دون اسفاف او تغول هنا او هناك، فالاردن الذي ما زال يمسك بزمام المبادرة يحتاج الى جهود استثنائية للعودة الى النمو المستهدف بما تعود ثماره على عامة المواطنين.
الاشقاء والاصدقاء يسارعون الى دراسة وتفهم احتياجاتنا اقتصاديا وماليا، بدءا من صندوق التنمية الخليجي الى المنح والمساعدات الاوروبية والامريكية، وصولا الى اليات التمويل الميسر والموجهة للتنمية في مقدمتها المشاريع الصغيرة والمتوسطة، هذه المزايا اذا ما تم اقامة تمازج حقيقي مع الموارد البشرية والمجتمع الاردني اليافع يمكن ان يصنع المعجزات.
تفكير قاصر ذلك الذي يعتقد ان مجرد التقاء هذه النخب الاردنية والعربية والدولية والمؤسسات المانحة يعني ان مشاكل البلاد تنتهي بكبسة زر، وان التفكير الناضج يكمن في اغتنام الفرص السانحة، بتوظيف كافة الاموال القابلة استقطابها سواء من خلال منح او اليات تمويل متدنية الكلفة، وتحويلها ضمن برامج تنموية مربوطة ببرامج زمنية الى فرص عمل جديدة، ومنتجات من سلع وخدمات وتصدير القسم الاكبر منها الى الاسواق التصديرية، وتحقيق ذلك يعني ان الاردن قد استطاع بناء نموذج تنموي فريد، يعزز القدرة التنافسية، يتخرج معها الاردن من دول العجوز والحاجة المزمنة الى دول تمد يد المساعدة من موقع القدرة والفوائض.
يكاد ينفرد الاردن بين دول الاقليم وربما اقاليم اخرى من حيث القبول الدولي والاحترام الذي يتمتع به، وفي قراءة الى التركيبة السكانية نجد ارتفاع معدلات التعليم وشبابية المجتمع، وارتفاع تعلم المرأة، وتحسن كبير في الخدمات التعليمية والصحية، وفي نفس الاتجاه يحصل على دعم عربي ودولي لانتشاله من ازماته بغض النظر عن الاسباب التي ادت الى هذه الازمات... ومع كل ذلك لا نحسن اعادة ترتيب اولوياتنا التنموية والانطلاق الى الامام وفق برامج زمنية، هذا الاخفاق يكشف بشكل او بأخر ضعف الادارة ... وهي كما يقال فيها الداء وفيها الدواء... المنتدى الاقتصادي العالمي فرص تتجدد علينا اغتنامها.